#إعلام_العلوج


( #إعلام_العلوج )

قاسم الزعبي
وأذكر أنني كنت أحفظ الشخوص التي تحيط بالرئيس الراحل صدام حسين… غير آبهٍ بمصيرها.. لأن ما يقلقني هو العراق وليس شخوصه… فالشخوص راحلة والاوطان باقية…
ومن أبرز الاشخاص الذين ما فتئنا نحفظ ملامح وجوههم ومخارج السين من افواههم هو وزير الاعلام انذاك محمد سعيد الصحاف الذي أدار الحرب الاعلامية قبيل احتلال العراق بكل فشل وقلة إدارة…
استطاع الصحاف انذاك أن يكون اول من دق مسمارا في نعش العراق عندما كان يخرج يوميا بالفوتيك الاخضر ليلقي خطباً عصماء يوحي بها بأن الامريكان ينتحرون على اسوار بغداد. وان معركة المطار حسمت الموقف. في حين كانت القوات الامريكية قد دخلت بغداد بكل سهولة ويسر واحتلتها دون أدنى مقاومة.
لطالما أثارني هذا الرجل الذي استخدم مصطلح العلوج… وبالمناسبة فإن وسائل الاعلام الغربية لم تستطع ترجمة هذا المصطلح.. حتى بات الصحاف يتميز به ويعتبر أول من استخدمه في الحرب الاعلامية…..
والغريب المريب بالأمر أن الصحاف لم يكن من ضمن الشخصيات المطلوبة للاحتلال الامريكي…. بل إنه سلم نفسه طواعية ونُقل هو وعائلته إلى الإمارات ثم توفي هناك.
لسنا بصدد تخوين هذا الرجل.. أو بصدد اتهامه بالعمالة… إلا أنه ليس بمنكور لأحد أن مؤتمراته الصحفية قد أودت ببلد عظيم كالعراق وبشعب أعظم.
اليوم يشبه الأمس كثيرا في الاردن.. خاصة في إدارة الحرب الاعلامية بين حكومتنا ووباء كورونا….وكلنا نعلم أن المصداقية والموضوعية وعدم التخبط في الاعلان عن القرارات هي مقومات النجاح الفعلي في مواجهة أي عدو عسكري أو بيولوجي.
وزير اعلامنا ينفي علمه باتفاقية حسن النوايا. ووزير الطاقة ينفي اتفاقنا مع العراق لاستيراد ٢٥٠ الف برميل يوميا… وزواتي صرحت بامداد لبنان بالكهرباء…وقبلهم وزير الاعلام الذي تميز بمصطلح (الانسانية جمعاء)
وكل هذه التصريحات الحكومية قابلها اعلان صريح ومفند…. وأصبح للشعب يستقي (للأسف) معلوماته من ايدي كوهين واعلامه المعادي لنا….
عندما يصبح اعلامنا كاعلام العلوج فهذه والله بداية نهاية… ومن قرأ منكم تاريخ الامم المنهارة سيعي تماما أن الاشاعة والمواربة والتظليل هي التي كانت سببا في انهيار تلكم الامم…
نسأل الله العون…

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى