ديسك وطني عام / يوسف غيشان

ديسك وطني عام

-صبروا ونالوا
أتحدث عن الناي المسروق من الموسيقار العالمي أنطونيو فيفالدي، الذي تم العثور عليه بعد 250 عاما من سرقته.
يقول جبران خليل جبران ، وتغني فيروز:
أعطني الناي وغني
فالغنا سر الوجود
وأنين الناي يبقى
بعد أن يفنى الوجود
ومع تحريف بسيط نحول كلمة (غنا) في الشطر الثاني الى (غنى)، هذا ما حصل ـ حيث اغتنى الكثيرون على حساب الوطن والناس ، ومصمصوا دماء الوطن وقرطوا عظامه، وحولوا كل ذلك الى اموال في ارصدتهم ..وارتاحوا..بعضهم هرب حتى لا يحاكم وآخرون منهم ما يزالون على رأس عملهم ينهبون ويهدرون بلا ضمير طبعا.
بمعنى ان الناي الذي عاد الى أحفاد احفاد صاحبه فاليفادي بعد 250 عاما، تحول عندنا الى (دربكّة) للفاسدين والمفسدين يضبط نشاز اصواتهم ويمنحها الشرعية الفنية (بلا زغرة، والشاي شوب) .
يقول الساخر جلال عامر ما معناه (بدون العودة الى الأصل) بأن الألمان في الحرب العالمية الثانية ، عندما منعوا عنهم اسيتراد المطاط الطبيعي ، قاموا باكتشاف وتركيب المطاط الصناعي ، الذي اصبح في ما بعد من اهم المكتشفات الانسانية حتى الان.
أما نحن- ومعنى القول لجلال عامر- في العالم العربي ، فقد قمنا بابتكار القوانين المطاطة، التي تشتد على الناس والبسطاء ، وترتخي عند الشلّة والشركاء بلا حدود.
أما نحن – والكلام لي- فأننا نعاني من (ديسك ) وطني عام.
وتلولحي يا دالية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى