(إستحوا)

(إستحوا)
مصطفى وهبي التل

الفصل الثاني
أصحاب الفخامة حاملو لقب (دولة)
أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة
الأساتذة كتاب الاعمدة وارباب الصحافة والإعلام
السادة السحيجة
إما أنكم جميعا (قارئين عند نفس الشيخ) أو أنكم جميعا حصلتم على نفس المغلف الذي يحتوي على تعليمات (تكنيس) موضوع مليارات الأردن المنهوبة من إعانات وقروض البنك الدولي تحت السجادة.
نفس الحجج الواهية، ونفس المعلومات غير الصحيحة، تكررت في الايام الماضية على لسان المسؤولين والصحفيين والسحيجة في محاول بائسة لتغطية شمس الحقيقة.
أجمل ما ورد في الردود هو محاولة تدوير ما ورد في التقرير ليعكس صورة إيجابية بدل الفضيحة التي من المفروض أن تهز كيان الدولة من جذوره. فهذا مسؤول يتحدث عن عظمة النظام البنكي في الأردن والانفتاح الاقتصادي الأردني واللذين سمحا بتحويل المليارات دون قيود! وهذا مسؤول يتحدث عن سهولة الاستثمار في الاردن والذي جذب أموال العراقيين ومن ثم سمح لهم بتحويلها إلى الخارج! الرسالة المراد إيصالها هي أن هذه المليارات لا علاقة لها بالبنك الدولي ولا بالفساد وإنما هي تحويلات عادية!
تحويلات عادية؟؟؟
دولة طفرانة مديونة وشعبها إن لم يكن تحت الفقر فهو على (الحفة) ومع ذلك وخلال فترة الدراسة حولت هذه الدولة الطفرانة مليارات إلى حسابات بنكية في الملاذات الأمنة!!
عادي؟؟
لننسى ان تحويلات الأردن حسب الدارسة كانت الاعلى وتصدرت تحويلات 46 دولة ضمن الدراسة (22 دولة كانت معونات البنك الدولي لها تفوق 2% من الناتج القومي و 24 دولة كانت معونات البنك الدولي لها اقل من 2% من الناتج القومي).
ولننسى ان من قائمة الخمسة الاوائل في ضخامة التحويلات كانت نسبة ديون الدولة من الناتج القومي هي الاعلى في الاردن.
طبعا، أليس (الأردن … اولاً)؟
لننسى أيضاً أن معدل دخل الفرد في بعض الدول في الدراسة كان أعلى من معدل دخل الفرد في الاردن وبعضها كان معدل الدخل متقارب مع الاردن.
مع كل هذا تصدرت تحويلات الاردن إلى الملاذات الامنة في فترة الدارسة بقية الدول!! هذه المعلومات لوحدها مفروض أن تطرح مئات الاسئلة وتفند محاولات (تكنيس) الموضوع تحت السجاد. ربما هذا كان سيحصل في دولة محترمة اما هنا في الاردن (فإنسى).
طبعاً أليس (الأردن … مزرعة)؟
الجميل ان غالبية (الكناسين) تجاهلوا صلب الدراسة في محاولة إخفاء (الوسخ) لأنهم لم يذكروا ان الدراسة ليست معنية بتحويلات منفردة وانما مرتبطة بتحويلات تبعت مباشرة معونات وقروض قدمها البنك الدولي للأردن وهذا ما أكدته الدراسة في المقدمة في الصفحة الرابعة الفقرة الرابعة. مع ذلك فقد تم تجاهل ذلك كلياً من قبل كافة السحيجة (السحيجة مع ألقاب والسحيجة دون ألقاب).
طبعاً إذا صلب الدراسة تم تجاهله في محاولات إخفاء الحقيقة فما بالك ببقية المعلومات والاستنتاجات التي خرجت بها الدراسة؟ أضف إلى ذلك محاولات بائسة وسخيفة لإنكار الدراسة وقيمتها والقائمين عليها ونشر معلومات غير صحيحة حولها.
أعيد واكرر (استحوا) فالشعب الاردني ليس بهذه الدرجة من الغباء والشعب الأردني لا يزال يذكر التقارير التي نشرتها صحيفتا (لوموند) الفرنسية و(الغارديان) البريطانية بالاضافة إلى عشرات الصحف والمجلات الدولية في الثامن من شباط عام 2015. يومها نشرت هذه الصحف تقارير عن الحسابات الموجودة في الفرع السويسري لبنك HSBC (وسويسرا تم ذكرها كواحدة من الملاذات الامنة في دراسة البنك الدولي). من هذه الحسابات كان هناك حساب مصدره الاردن مرتبط بثلاث حسابات آخرى في نفس الفرع وانشئ هذا الحساب عام 2004 (أيضا ضمن فترة دراسة البنك الدولي) وبلغت الاموال المرتبطة بهذا الحساب في هذا الفرع عام 2007 41.8 مليون دولار فقط. حسب تقارير الصحف فأن هذا الحساب لم يكن حساب لرجال اعمال اردنيين او عراقيين ولم يكن حساب لأثرياء اردنيين أو عراقيين.
استحوا …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى