إدماج الطلبة المستجدين في الجامعات

إدماج الطلبة المستجدين في الجامعات
د.مفضي المومني

مع بداية العام الجامعي اليوم نبارك لطلبتنا واهاليهم ونشاركهم الفرح بالخطوة الأولى على طريق النجاح.
تستقبل الجامعات بداية كل عام جامعي الطلبة الجدد والذين يطلق عليهم زملاؤهم من السنوات الأخرى (السنافر) ربما تحببا أو تهكما!!، وتعتبر السنة الأولى للطالب الجامعي من السنوات الهامة في مسيرته الجامعية والدراسية بشكل خاص، ومن الأهمية بمكان أن تحتضن الجامعات الطلبة الجدد وان تعمل من خلال نشاطات هادفة ومخططة لإدماج الطلبة الجدد في المجتمع والمناخ الجامعي لأنهم ينتقلون من مرحلة التعليم المدرسي إلى التعليم الجامعي والفارق كبير بينهما والنقلة نوعية، حيث يجب أن لا يترك الطالب وقدره دون إرشاد وتوجيه، وان لا تكتفي الجامعات بالتعامل مع الطالب كزبون دفع مستحقاته المالية ودخل الحرم الجامعي، وعند أي مشكلة تواجه الطالب سواء كانت سلوكية من عنف جامعي أو غيره أو دراسية نكتشف أن الطالب يجهل الكثير من الأنظمة والقوانين والأعراف الجامعية وانه ما زال يتصرف بنفس عقلية بعض طلبة المدارس ولم يرتقي لمستوى الطالب الجامعي وتاليا بعض المقترحات لتفعيل إدماج الطالب الجامعي المستجد في المناخ والحياة الجامعية:

1- تخصيص لجان استقبال للطلبة الجدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات ومن الطلبة من السنوات التالية ودوائر شؤون الطلبة وتزويد الطلبة المستجدين بنشرات تعريفية عن الجامعة والأنظمة والقوانين والأعراف الجامعية ضمن برنامج مخطط له ومعد جيدا، ومع ان بعض الجامعات تقوم بشيء من ذلك، ولكنه في الغالب يكون الاستقبال احتفالي سطحي ولا يساهم أعضاء هيئات التدريس به لان البعض منهم يعتقد أن علاقته بالطالب هي قاعة المحاضرات فقط.

2- لقاءات تعريفية للطلبة الجدد بالإدارات الأكاديمية ذات العلاقة معه وكذلك أعضاء هيئة التدريس والإداريين والأمن الجامعي، لأنه ومن خبرتنا تتصادف بطلبة كثر لا يعرفون رئيس قسمهم أو عميدهم ، ويرافق ذلك تعريف بمرافق الحرم الجامعي وأماكن الخدمات المختلفة والكيفية التي تمكنهم من الحصول على الكثير من الخدمات الجامعية المتوفرة.

3- أن يكون الإرشاد والتوجيه مستمراً من الجهات التي أسلفت وان لا يقتصر على الأسبوع الأول من العام الجامعي، من خلال أنشطة ومحاضرات تثقيفية موجهة.

4- تخصيص 5 دقائق من كل محاضرة ويفضل أن تكون بداية المحاضرة يقوم عضو هيئة التدريس بفتح حوار مع الطلبة عن بعض السلوكيات السلبية في الحرم الجامعي وتعزيز وتطوير السلوكيات الايجابية، ويحضرني هنا انفصال الأستاذ الجامعي عن طلبته واقتصار العلاقة على المحاضرة وهو لا يعرف أن دوره تربوي وانه نموذج للطالب وان سلوكه يجب أن ينحو نحو التواصل مع الطلبة وتحسس مشاكلهم وتفهمهم وتفهم مرحلة التحول وتزويدهم بكل ما يساعدهم للتصرف بشكل حضاري، وأنهم أصبحوا جزء مهم في الجامعة وان عليهم مسؤوليات وواجبات، مع الابتعاد عن الترهيب والتهديد والتعنيف للطلبة، بل احترامهم وإرشادهم بكل الطرق التربوية الممكنة.

5- محاضرات تثقيفية مبرمجة، وإرشاد وتوجيه من الإدارات الجامعية والمختصين وأعضاء هيئات التدريس في الجامعات للطلبة المستجدين عن طبيعة العلاقات الصحيحة بين الطلبة والطالبات وكذلك مع أعضاء هيئة التدريس والإداريين، وتوعيتهم لبعض الظواهر السلبية كرفاق السوء، والمخدرات، والعنف الطلابي، والتعصب وغيرها من ظواهر وسلوكيات سلبية تواجه الطالب الجامعي بكل شفافية وانفتاح.

6- توعية الطلبة الجدد وإرشادهم أكاديميا بشكل فعال من قبل الأقسام المعنية.

7- توعية الطلبة الجدد بالأنظمة والقوانين والأعراف الجامعية وكذلك أنظمة العقوبات ليتعرف الطالب النتائج التي يمكن أن تترتب على أي سلوك سلبي يقوم به.

8- إدماج الطلبة في الأنشطة الجامعية المختلفة ثقافية أو رياضية أو فنيه أو تطوعيه أو غيرها، كل حسب قدراته وميوله لتفريغ طاقاتهم في مجالات مفيدة تعمل على بناء شخصياتهم بطريقة صحيحة.

9- إتباع سياسة الباب المفتوح مع الطلبة الجدد والطلبة بشكل عام من قبل الإدارات الأكاديمية ولو من خلال تخصيص أوقات معينة لمراجعات الطلبة لحل مشاكلهم أو الإجابة على تساؤلاتهم.

10- التركيز على احترام الطالب وتعزيز شخصيته وذاته من قبل الإدارات الأكاديمية وأعضاء هيئات التدريس والإداريين ، لان التجاهل والتكبر والتعامل الفوقي والإهمال في التعامل مع الطالب، لها مردود عكسي على سلوك الطالب والبيئة الجامعية.

11- تخصيص مكاتب للإرشاد التربوي والنفسي للطلبة من خلال مختصين، لاستقبال الطلبة وتقديم خدمات الإرشاد التي يحتاجونها.

12- برامج توعية لبعض أعضاء هيئة التدريس والإداريين والأمن الجامعي لتطوير ثقافة الاتصال لديهم بالطلبة ، وقد ينكر علي البعض ذلك لاعتقادهم أن الدكتور الجامعي يعرف كل شيء ولا ينقصه ذلك مع أن الواقع يقول أن عدد لا بأس فيه من الأساتذة الجامعيين والإداريين يفتقدون لأدنى مقومات ثقافة الاتصال بالطالب ولا أعمم ومن لا يعجبه هذا الاقتراح عليه سؤال الطلبة عن تعامل بعض أعضاء هيئة التدريس معهم.

13- تفعيل مساق التربية الوطنية الذي يدرس غالبا بطريقة تلقينية وكأنه مادة تاريخ ومن خلال خبراتنا وتعاملنا مع الطلبة فليس هنالك اثر ظاهر على سلوكيات الطلبة تلتقي مع أهداف طرح المساق، وادعوا إلى تطوير هذا المساق ليتضمن جوانب عملية تطوعية داخل وخارج الحرم الجامعي تعمل على تعزيز الشخصية الوطنية الاجتماعية للطالب وزيادة الوعي والمسؤولية لديه.

هذا بعض ما حضرني من نقاط يجب على الإدارات الأكاديمية في الجامعات الاهتمام بها وإضافة غيرها وتطويرها بهدف إدماج الطلبة الجدد في الجسم الجامعي والحد من أي سلوكات سلبية لاحقا، لما فيه مصلحة الطالب والجامعة والمجتمع والوطن….حمى الله الأردن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى