مرعي (والمطسة سلبود) / احمد سعيد الحمايده

مرعي (والمطسة سلبود)

هاتفني مرعي
أجبته.. عتبي عليك يا مرعي ولماذا الانتحار.؟
جاوب مرعي.. يا صديقي أكرر الإفادة التي أدليت بها للشجاع الأقرع.
تعلم أنني ولدت لأبوين صالحين أحسنا تربيتي وتعليمي واجتهدت لأكون من الأخيار.
سألني مرعي.. أتذكر (المطسه سلبود).؟ وتابع مرعي.. سلبود في سنوات عمره الأولى كان( مطسه للرايح والجاي)
ثم هبط درجة فأصبح (خُز قعده ) المهمات الموكلة إليه (قرن) نادل كأس ( ولفيف سجائر ملغومة).. المكافأة دائما بواقي الكؤوس وأعقاب السجائر الملغمة بالحشيش.
هبط سلبود درجة ثانية فأصبح موزع سجائر ملغمة بالإضافة الى (التقرين) ثم توغل بالهبوط وأصبح سمسار حارة وتاجر بشر ومرابي (وشكيك) وتاجَر بكافة أدوات السقوط الأنساني.
خزائن سلبود طفحت أموالا ومع أنها ملوثة.. قربه شيخ الحارة ودائما الشيخ والإمام على رأس مائدة طعام سلبود الذي أشترى الضمائر وأصوات العوام فأصبح الشيخ صاحب السعادة سلبود.
العوام والامام وشيخ الحارة يعلمون حقيقة سلبود ويتهامسون بالمساء ( وصرت يا المطسه صاحب السعادة) وعندما يأتي الصباح.. يرددون, هلا بالشيخ.
إمام المسجد وشيخ الحارة والعوام كلما خاطبتهم, أحذروا سلبود.. أمواله الملوثة لوثت الحارة.. صاح بي الجميع واتُهمت بأنني أحد أعضاء جماعة الشد العكسي.
عشقت الحارة يا أخي ومع ذلك هجرتها الى حارة أخرى ووجدت خريجو مدرسة سلبود في كل حارة وقد ضيقوا طريق الرزق الحلال والحياة الحرة ولوثوا النقاء والصفاء.. وتعلم يا صديقي أن الفقر ذل وأبواي لم يهوداني ولم أروض لأقبل ان أهاجر الى بلاد العم سام.. كما وتعلم أيضا ان البلاد العربية ضاقت على أهلها وتعلم أيضا أنني أكره أن أرى الدماء وقد أصبحت بكل حارة.
وعودا إلى (المطسه سلبود).. باع الحارة وباع أهلها ومع ذلك أصبح السعادة ثم المعالي وأصبح هو المُلهم للوطنية والأخلاق والشرف والرجولة وأصبحت أنا ومن هُم على نهجي.. أمام خيارين أحلاهما مُر.. الانتحار أو التطرف وها هي روحي تحدثك من السماء وما حدثتك به الآن هو ذات الحديث الذي أدليت به الى الشجاع الأقرع وطلبت أن يكون جوابي عن سبب الانتحار بمثابة إفادة دفاعية لي وعلى التناوب مرافعتي وقد حملها وصعد الى السماء السابعة وها أنا أنتظر الفرج من رب العباد.
لا تحزن ياصديقي.. العالم الذي سيد سلبود وأمثاله لا حياة فيه للأحرار.
والله المستعان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى