هكذا رأيت “دلال”

بقلم: احكام الدجاني

رأيت الفنانة الفلسطينية دلال ابو آمنة كما رأى الشاعر والكاتب الفلسطيني مريد برغوثي “رام الله” .. عندما روى قصّة العودة بعد سنوات النفي .. وحمل الهموم في كتابه .. فدلال تحمل قصة وحلم العودة لملايين الفلسطينيين وهمومهم عبر فرح ودموع عند سماعها تغني وتنقل التراث والفلكلور من جيل لجيل تعمدّ الاحتلال ان يحاربه لتأتي دلال وتنقله في قرى فلسطين مع توثيق مصوّر والان تنقله الى حيث لها حفل خارج فلسطين وغدا تحديدا في جرش.
دور آخر تلعبه دلال بعبقرية وهو دور فلسطيني الـ 48 بالنضال ومحاربة الاحتلال كأسماء كثيرة منها الشاعر سميح القاسم، الشاعر والكاتب توفيق زياد والفنانة الفلسطينية ريم بنا، الحكواتية دينيس اسعد والفنان فرج سليمان والكثير الكثير.. وهو دور مماثل عندما احتضنت الناصرة وانتفضت طبريا وحيفا من اجل الاسرى الستة الذين هربوا من سجن الجلبوع.
رأيت دلال حارسة الاغنية التراثية بصوتها المبحوح في عز تدريبات ثلاثة ايام على التوالي قبل الحفل لجرش .. تجمع حوالي 100 سيدة يشاركن معها الغناء والتحضير، لم يكن اي يوم مثل الاخر واكتشفت انها تريد السيدات حولها لتستمد الطاقة منهن .. (شو هالحب) وهنا لم تكن المشاركات يقمن بواجب بل هناك رغبة كبيرة بينهن وفي اي استراحة يبدأ اخذ الصور (السلفي) والضحك والتعليق.
رأيت دلال وهي متعبة مرهقة، لقاءات صحافية وتدريبات مستمرة وسفر، تشرب كأس ساخن من الاعشاب – هكذا يفعل الفنانون – ولكنها تنساه وهي مندمجة بالغناء.. تجلس لانها متعبة حقا فتستعين بسيدة من المغنيات المرافقات لها باستمرار ويستمر التدريب واذ بدلال تنهض وتغني وتعيد لاكثر من مرة ناسية ان عليها ان تريح صوتها لأجل الحفل ..
رأيت عفوية وتواضع دلال مع كل شخص متواجد بالتدريب .. هي تريد ان يكون حفلها لمة عائلية يغني ويحفظ الجميع هذا التراث الاصيل، ينبسط الجميع، ويعود لوطنه الجميع حتى ان لم يصل فلسطين الان لانها متأكدة ان الجميع سيدخلها محررة قريبا.
رأيت دلال الدكتورة الباحثة في علوم الدماع وفسيولوجيا الأعصاب، وهنا درست من اجل اختيها، رأيت دلال المثقفة والذكية سواء بالواقع او على مواقع التواصل الاجتماعي هادئة رغم كل شيء حتى ان طاقمها يفهمها .. هم خارج التدريب وبلحظة احتاجت شيئا تراهم حولها .. صحيح انهم بغرفة مجاورة ولكن بلحظة هم حولها.
رأيت دلال واسرتها التي تشاركها الاعمال والغناء والتصوير وهذا سر نجاح دلال كأنها تغني في بيتها.
رأيت تدريبات دلال الذي جمعت نساء اردنيات وفلسطينيات (وانا واحدة من 100 سيدة تم اختيارها) لم نكن نعرف بعضنا من قبل لتنجح دلال في هذا التجانس والمحبة والانسجام حضرنا كواليس الحفل وكم هو المجهود المبذول في اي حفل على المسرح.
نحن بحاجة للفرح في وسط كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني الذي سرق الاحتلال منه الارض ويحاول سرقة الثوب والتراث.. لترد عليهم دلال كل النساء سيلبسن الثوب الفلسطيني المعتق وسنغني التراث ونفرح في ليلة فلسطينية اردنية عربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى