أحدهم أوصى بدفنها معه.. مهجَّرون سوريون يحملون مفاتيح بيوتهم أملا في العودة

#سواليف

حينما يحل أوان الفراق، ويصبح #التهجير واقعًا قسريًّا، تتحول #المفاتيح إلى رمز للأمل و #حلم_العودة إلى #الوطن، وإن طال الغياب.

#عائلات_سورية مهجرة، أضناها #النزوح والاغتراب، لكنها لا تزال تحتفظ بمفاتيح منازلها التي تركتها وراءها، تحملها معها في قلوبها أينما حلت، رفقة الذكريات، وروائح المكان، وتفاصيل الطفولة والصبا والأيام الجميلة، زادًا يمنحها بعض القوة والصبر على احتمال ما تعيشه من ضنك في مخيمات الشتات.

المفاتيح وشعور الأمان

أحد هؤلاء المهجَّرين المحتفظين بمفاتيح منازلهم حتى الآن، حسين وردة، النازح من ريف حماة الشمالي، الذي روى للجزيرة مباشر كيف كانت المفاتيح تمنحهم شعور الأمان والاطمئنان على بيوتهم التي أغلقوا أبوابها بإحكام عند مغادرتها علّهم يعودون إليها قريبًا.

غير أنهم باتوا اليوم يعيشون في خيام تفتقر إلى أبواب ومفاتيح تغلقها، ومن وطأة الفقد لم يبقَ لديهم أي خوف على محتوياتها، فهم يعُدونها مأوى مؤقتًا لا يشعرهم بالطمأنينة كما كانت منازلهم تفعل.

ذكرى غالية

ومن خلال تجربتهم في التهجير، قارن وردة حالهم بحال الشعب الفلسطيني الذي عانى وما زال يعاني الاحتلال والنزوح، ورغم الاختلافات بين السياقين فإن الإصرار على البقاء والاحتفاظ بالأمل يجمعهم معًا.

من جانبها، أوضحت أم علي، مهجرة من ريف حماة، أنهم تنقلوا بين 9 بيوت في رحلة تهجيرهم ليستقر بهم الحال في مخيمات دير حسان على الحدود التركية السورية، وأضافت أنهم يحتفظون بالمفاتيح على أمل العودة إلى منازلهم وقراهم، مؤكدة أنها تمثل ذكرى غالية ولا يستطيعون التخلص منها.

وقارنت أم علي الفرق بين قراهم والمخيمات حيث كان لديهم عمل ومنازل، أما الآن فهم يجدون صعوبة بالغة في المعيشة مع قلة فرص العمل.

أوصى بدفنها معه

من جهته، ذكر حسين الدرويش أنه فقد جميع ما يملك في قريته من منازل وماشية وأراض زراعية، ولم يتبقَّ له سوى المفاتيح على أمل العودة، أما إذا وافته المنية فإنه أوصى بدفنها معه.

وحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، فإن التهجير لا يزال إحدى أشد العواقب الوخيمة والممتدة للصراع الذي تدور رحاه في سوريا منذ عام 2011.

ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد أجبر الصراع في سوريا منذ بدايته 12.3 مليون شخص على الفرار من البلاد مع وجود 6.7 ملايين نازح داخليًّا، حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين في مخيمات وملاجئ مؤقتة مكتظة تعاني نقص الموارد، وبعضها لا يتلقى مساعدات مستدامة أو كافية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى