التحدي الاكبر للاجهزة الامنية / د . فارس العمارات

التحدي الاكبر للاجهزة الامنية

اعتاد تنظيم الدولة إدخال أوصاف جديدة على الساحة السياسية والميدانية منذ ظهوره، وكان أحدثها وصف “الذئاب المنفردة” الذي بات يستخدمه لوصف الأفراد الذي يشنون هجمات مسلحة على أماكن لا يمكن لمجموعات دخولها أو مهاجمتها وهذه من ضمن الخطط التي يتبعها التنظيم في تغيير العمليات الارهابية التي يشنها بين فترة واخرى ولكن ماذا يعني هذا الوصف؟ وعلى من يطلق؟

يطلق هذا المصطلح على أشخاص يقومون بهجمات ارهابية تتصف بالقتل والعنف ضد الافراد والمجتمع وتتصف هذه العمليات بانها تنفذ بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، وبات يطلق هذا الوصف أيضا على هجمات فردية تنفذها مجموعات صغيرة من شخصين أو ثلاثة كحد أقصى، وهي إستراتيجية جديدة تعتمدها الجماعات الجهادية وخصوصا تنظيم الدولة

أن الأشخاص الذين يتصرّفون بطريقة فردية يمثلون خطرا أكبر من تنظيم الدولة أو تنظيم القاعدة والتنظيمات المتفرّعة عنه. وتوقعوا أن يصبح هذا “التكتيك” الجديد أكثر بروزا في الأشهر المقبلة.وبالعودة إلى أصول التسمية، تظهر أنها غير مرتبطة فقط بالجماعات الجهادية، فهي تعبر عن أي شخص يمكن أن يشن هجوما مسلحا بدوافع عقائدية أو اجتماعية أو نفسية أو حتى مرضية. وهناك نوعين من “الذئاب المنفردة” هما “المجنون والشرير”، وتدلل الصحيفة على ذلك بالطبيب النفسي الأميركي نضال حسن، الذي أطلق النار في قاعدة “فور هود” العسكرية وقتل 13 عسكريا عام 2009، ورفض الاعتراف بأنه “مذنب”.

مقالات ذات صلة

لقد تعددت أشكال العمليات التي يمكن أن تقوم بها “الذئاب المنفردة”، كزرع قنابل ذاتية الصنع في أماكن مختلفة، أو شن هجوم فردي بالسلاح كما فعل اليميني المتطرف أندريه بريفيك في النرويج عام 2011، وأدى إلى قتل العشرات احتجاجا على سياسة بلاده في مسألة هجرة الأجانب إليها .وأن منع مثل هذه الهجمات أمر شديد الصعوبة ما لم تكن لدى السلطات معلومات عن نية الشخص القيام بمثل هذا العمل.

أن الخوف من تحول المقاتلين الأجانب العائدين الى اوروبا من العراق وسوريا إلى “ذئاب بشرية” تنفذ عمليات تهز الدول التي خرجوا منها بات واقعا، الأمر الذي دفع قائد شرطة “إسكتلنديارد” للتحذير من المخاطر التي تهدد الأمن البريطاني بسبب الشباب الذين يسافرون من بريطانيا للانضمام لصفوف الجهاديين في سوريا، ويبلغ عددهم أسبوعيا نحو خمسة.

أن هؤلاء الشباب يعودون لبريطانيا بعد تشبعهم بأفكار الجماعات الإسلامية، إضافة إلى “من يتحولون إلى التطرف نتيجة متابعتهم للفكر المتطرف الموجود على الإنترنت الذي يدعو أتباعه إلى قتل المواطنين الأبرياء تقربا إلى الله”.

ويعد إرهاب الذئاب المنفردة تحديا مقلقا لأجهزة الأمن العالمية، وهو أكثر أشكال الإرهاب نموا خلال السنوات الأخيرة، ويكمن القلق والتحدي في صعوبة التنبؤ والتتبع والرصد المسبق للفعل الإرهابي من هذا النوع الذي يمكن ان يقوم به اشخاص لا يمكن رصدهم جراء العمليات الانفرادية وفي الوقت الذي يتعاظم فيه حضور الجماعات المتطرفة ولاسيما تنظيمي داعش والقاعدة وتنافسهما في السيطرة على ما يسمى الحركة الجهادية العالمية وتعاطف كثير من الافراد حول العالم منتهجين في ذلك العنف والارهاب في أشرس صوره والتحريض على ممارسته عبر استخدام أحدث التقنيات الاتصالية وأكثرها تطورا.

ان إستراتيجية المواجهة لا بد من وسائل ضرورية لدعم الترسانة الوقائية ضد الذئاب المنفردة” أولها إنشاء مركز تنصت؛ مثل المركز الحكومي البريطاني للاتصالات، “GCHQ”، وهو جهاز استخباراتي إلكتروني يقوم على تتبع المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية التي تبعث على الشك.وثانيها، تشديد الرقابة على التحويلات البنكية والأموال للأشخاص ، بحيث إن أي تحويل يجب أن يكون مرفقا بمبرر واضح، مع الإبقاء على اجراءات سلسة مع الأشخاص الذين لا شكوك حولهم.

اليوم نحن امام تحد كبير ربما يظهر علينا في اي وقت ويفعل فعلته ويضر بالمصالح المجتمعية والفردية الامر الذي يجعل الامن في اصعب حالاته ويقل الطمئنان في الحياة اليومية وتجعل رجال الامن في حيرة من الامر في مواجهة النتائج الخطيرة التي ستظهر جراء عمليات الذئاب المنفردة كما حدث سابقا في عمليات اقترفت على الاراض الاردنية احدثت من خلالها تاثير نفسي وامني على المجتمع الاردني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى