من سمير إلى نواش

من سمير إلى #نواش / #يوسف_غيشان

في مسلسلات وأفلام الآكش الأجنبية، غالبا ما يتم ضم أفرادأو عائلات إلى ما يسمى ببرنامج حماية الشهود، حيث يتم إعطاء العائلة أسماء جديدة وولاية جديدة ومدينة جديدة وبيتا جديدا وعملا جديدا وبطاقات صراف آلي جديدة، كل ذلك على حساب الدولة، لغايات حماية الشاهد لحين تقديم شهادته ضد العصابة الشريرة التي تنوي فصفصة عظامه أو عظامهم.

مساهمة مني في التخفيف من غلواء الاحتقان السياسي والاجتماعي، ولحماية الناس مما يجري حولنا، ولغايات بناء علاقات جديدة على أسس جديدة، ولحمايتنا لحين توفر الظروف والبيئة والمناخ المناسب لمحاكمة الفاسدين المفسدين. لهذا كله أدعو إلى تطبيق برنامج حماية الشهود على الشعوب.

تخيل، عزيزي المبتلى بقراءة هذا المقال، أن تصحو غدا وقد تحول اسمك من سمير إلى نواش وزوجتك من سهيلة إلى كاترينا وعائلتك من كذا إلى مذا، وكذلك الأبناء. وأيضا يتغير مكان سكنك وبيتك وعملك، وتشرع في بناء صداقات جديدة في عالم افتراضي جديد.

تخيل أنك مثل جميع من حولك، جديد وطازج تماما، ومتحرر من الصداقات والعداوات السابقة، وقد تم منحك – كما الآخرين-الفرصة في إعادة بناء حياتك من جديد، مستفيدا من الأخطاء والخطايا التي وقعت فيها. كل ذلك بانتظار يوم محاكمة الفساد الكبرى، لتكون شاهدا للنيابة العامة ضد الفاسدين المفسدين.

كل ذلك طبعا على حساب الدولة، وهو ثمن بخس – في الواقع-يتم دفعه للتخلص من الإقليمية والطائفية والمذهبية والمناطقية والبطاطا المقلية.

لكن الخوف كل الخوف، هو أن يتم بالواسطة ضم الفاسدين المفسدين إلى برنامج حماية الشهود. فلن نجد من نحاكمه بعد انتهاء البرنامج، فنبقى على ما صرنا عليه، لحين بناء فاسدين جدد، ثم الشروع في تطبيق برنامج حماية شهود جديد …. علينا وعليهم، والبادئ أظلم!

وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى