أيتها النساء وكلُّ النساء / عودة عياصرة

أيتها النساء وكلُّ النساء

أُمي في فلسطين لا تلدُ اطفالاً مثلكن ، بل أنّها تنجبُ شهيداً يتعلّمُ من مشيمتها بأنّ الزغرودةَ هي دمعتها على ولدها الذي ماتَ شهيداً ، تعلّمهُ في حجرة الرحم أن لا طفولةَ في فلسطين فتلكَ الأرحامُ مصمّمةٌ من اللهِ كي تصنعَ الرجالَ والشهداء .

أُمّي في فلسطين يهربُ عنها الألمُ خائفاً مشفقاً على نفسهِ الحزنُ منها ومن صبرها كما تشفقُ لبنانيةٌ من حرارة الشمسِ تخافُ على بشَرتها ، أُمي في فلسطين تُراقبُ المسجد الأقصى بمرآة القُبّه كما تراقبُ اماراتيةٌ مرآة جويل بعد عملية تجميلٍ ناجحه .

أُمي في فلسطين تلقّنُ الصهيونَ درساً كما تُلقّن بحرينيةٌ صديقتها درساً في الانستقرام ، ترقصُ أُمي بسكّينها وتصيحُ في وجه العدو كما رقصت كويتيةٌ على سقوطِ بغداد ، أُمّي في فلسطين مثاليّةٌ في صناعة الكفن وفيفي عبده أيضاً مثاليّه يا عادل امام ، أُمّي في فلسطين تمسحُ على جرحِ ولدها المصاب تباركُ شجاعته كما باركت قطريّةٌ كرة القدم تُناجي الفيفا وشجاعة بلاتر في احتضان كأس العالم .

مقالات ذات صلة

أيتها النساء وكلُّ النساء :

أُمي في فلسطين صوتها ضخم ليس كنعومة فيروزَ وشيماء ، أُمي في فلسطين ليست مرفّهةٌ كنساءِ النمسا وسويسرا ، أُمي في فلسطين ليست أكثرُ رشاقةً من شارابوفا ودلعاً من هيفاء ، أُمي في فلسطين لا تُتقن السياسه مثلكِ كونداليزا وانتِ يا اسماء ، أُمي في فلسطين لكثرةِ أوجاعها لا تميّزُ بين الداءِ والدواء بينَ المكياجِ والدماء ، أُمي في فلسطين آمنت بربها بنصرها وبالقدرِ والقضاء ، أُمي في فلسطين لا تعرفُ البكاء فلنصلي معاً لدموعها صلاةَ الاستسقاء ، أُقسم لكن أنَّ أُمي في فلسطينَ حقيقةٌ وليست كما قالوا عنها بأنّها العنقاء .

يا قدّيسات الكنائس والعابداتُ بوذا والساجداتُ للأبقارِ والمسبّحاتُ بحمدِ ربّهنَّ في السماء ، يا عقيلات الوزراء يا زوجات العملاء ، يا نساء كندا وهولندا ونيوزلندا والحلفاء ، يا نساء آسيا واوروبا وأفريقيا وأمريكا ، أيتها النساء وكلُّ النساء أنصتنَ الي دونَ شتمي وتعلّمنَ فنَّ الاصغاء : فكلُّ امرأةٍ في فلسطين لقّبتها الخنساء .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى