أنا هو أنت / سليم محمد البدور

أنا هو أنت

يطرق النوافذ والشرفات المطلات على الطرقات،لايهمه الإذن فلديه النية بالزياره الحتميه،هو قطعي لا يتعاطف مع امزجة البعض في الرفض،هو الحياة وحين يغضب ربما يصبح قاتلا ومخربا وحين يتأخر نصلي لأجله .
متناقض حتى في طريقة فهمنا له،وحتى في حقيقته كونه الحياة والموت،هو مسافر يعبر الكثير من المحطات معا يقيم موسما ويرحل مواسم عن المحطة الواحدة .
تسأله عاشقه لِم اطلت الغياب؟ فهو يغيب معك ويعود معك وتصعد قطارها حيث يسكن الأمل ،وتضيع الوقت عبر النوافذ وبقراءة رسائله الباقية .
ويسأله ثائرا عتبًا لم افسدت ثورة الرفض فينا ؟
واختبأنا منك في ظل بيوت اللصوص وقاماتهم .
وتسأله ام ذلك الجندي المغترب على حدود هو حاميها
لِم لا تكن وادعا عليه هو لا يحتمل البرد دعه منتصبا ليموت كما يموت المنتمون للقضية ؟
ويسأله كاتب ،او كاذب لأنه كتب ذات صيف رواية اسماها أحجية الشتاء،كيف تتجاهل ذنوب اللصوص،ولا تغفر لكاتب أخطأ المسميات وتسقط عليه لعنة انعدام ملهم الكتابة في غيابك ؟
واسأله انا لِم يا صديقي خيبت ظني كثيرا؟،وسقطت على غفلة مني ،وانهمرت وواصلت وما انقطعت وغمرت، وسمعتُ صوتك المبحوح بعد سلسلة من الاغنيات الطوال أمللت اصغائي ؟أو ضاق صدرك من شكواي الأخيرة ؟
حين قلت لك :يامطري، يابكاء الحزن من المُزن كن عند حسن ظن البيادر،وحلم الطيور المهاجرة ،وكلماتي العالقة في الحنجرة ،كُن كأمي رحلت ولكنها حاضرة في كل المواسم، بلل ما استطعت من الجفاف كُن رؤوفا لكي نجتمع على حبك لنضيفك لقائمة اشيائنا المشتركة ،كن كرغبة اصحاب المفردات بحب النساء .
كن كعطرك الذي تسكبه على الارض حين تزوره للمرة الاؤلى بعد غياب طويل أحادي العطر وأحادي الهوى .
كُن عاشقا او كاتبا او شاعرا فكلهم عذب الحضور وموجع في الرحيل كن سيدا واطرد الخوف منك من عيون اطفالنا وكن مسالما لكي لا يعتذر عاشقا عن موعده قلقا على محبوبته من الحمى .
كن وطنا لتكون فرحتنا ولهفتنا البِكر وشهيتنا لكي لا تبقى وحيدا في مبتغاك حين تزور البحر ليكبُر اكثر وتهمس في اذن التموجَ انا هو انت ولكنني آخرك المسافر .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى