” احنا مين ؟!” / د . محمد شواقفة

” احنا مين ؟!”

سألني صديقي عن تعليقي على فوز أردوغان في الانتخابات التركية …. لم يقتنع أبدا بحججي بعدم اهتمامي بالموضوع …. و انني استطيع ان أكون محايدا او انني لا اجد فائدة من طرح رأيي في أمور لا تخصني و لا تخص بلدي ….او لانني مقتنع ان حالة الاستقطاب الفكري وصلت لمرحلة من عدم قبول الآخر …. لا يجب ان نتفق جميعا على رأي و لا يمكن أن يكون أحدنا يمتلك كل الحقائق و الآخرون ينتظرون منه رأيا ….
في بلدنا مشاكل مستعصية و طويلة الامد و يبدو ان علاجها في نظر الكثيرين بات من ضروب الخيال …. حكومات فاشلة و مجلس نواب هزيل و شعب من السهل التغرير به و تشكيلات تثير الحنق و الحزن …. فشل ذريع في مكافحة الفساد و الواسطات و المحسوبية …. حالة من عدم الثقة المطلقة بأي مبادرة حكومية و يأس مطبق يملأ الآفاق …. و تسألني عن رأيي في اردوغان ؟!
لا يكاد يتفق اثنان في الاردن على أي أمر …. هذا يقول لك الصمت مقابل الامان و آخر يقول لك لا بد من تغيير النهج …. و تجد الاول يتحدث عن الشأن التركي و عن المأساة السورية و عن حرب اليمن و عن قيادة المرأة في السعودية و عن رفع الاسعار في مصر …. و اصعب موقف في حياته …هل يشجع السعودية أم مصر في مباراتهم الاخيرة في مشوار كأس العالم . و تجد الثاني يخبرك بنظريات الدمقرطة و المال السياسي و مكافحة الفساد و تجده في اوائل صفوف المهنئين لاحد ما تم اختياره لمنصب جاء اليه بالبراشوت لصلة دم او قرابة او ربما نسب بعيد … و تسألني عن رأيي بأردوغان ؟!
هذا فرح و مسرور بفوز اردوغان و كأنه المنقذ المنتظر و هذا حانق ناقم و كأنه سيغير نهجنا و يعيد ترسيم حدودنا ….و الاول يسعده ان ميسي اضاع ضربة الجزاء لانه يحب رونالدو و الثاني يشجع ايران نكاية بالسعودية …
كنت اسير عند مدخل احد المستشفيات و اذا بكيس بلاستيكي يحتوي بقايا وجبة يهبط امامي من شباك احد الباصات…. لم ار الجاني و لم يراني … نظرت حولي فوجدت ان المكان يشبه مكبا للنفايات …. اختصرت الامر لانني لم اعرف ما هو الحل الذي قد اقترحه …. فرميت فكرتي في الحاوية التي لم تكن موجودة…. و تسألني عن رأيي في اردوغان…..
سؤالي: إحنا مين فعلا ؟!
” دبوس على الهوية ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى