أمطار غزيرة تهطل لأول مرة على قمة الغطاء الجليدي في جرينلاند.. ما دلالة ذلك؟!

سواليف

في حدث يُعد الأول من نوعه في التاريخ المُسجّل، #أمطار #غزيرة هطلت الأسبوع الماضي على قمة #الغطاء #الجليدي في #جزيرة #جرينلاند، الجزيرة الباردة الواقعة بالقرب من القطب الشمالي، في اشارة مخيفة إلى أزمة المناخ المتفاقمة، فما دلالة ذلك؟!

وفي التفاصيل: هطلت أمطار غزيرة على مدار ثلاثة أيام على قمة الطبقة الجليدية البالغ ارتفاعها 3216 مترا في جرينلاند، من 14 – 16 أغسطس 2021، والتي اعتادت على الهطولات الثلجية فقط، لتصل كمية الأمطار إلى 7 مليارات طن من المياه، وهي أكبر كمية منذ بدء التسجيلات التاريخية في عام 1950.

ارتفعت درجات الحرارة مع هطول الأمطار فوق درجة التجمد لمدة تسع ساعات، بالرغم من أن درجات الحرارة في الغطاء الجليدي بالكاد ترتفع فوق درجة التجمد، لكنها فعلت ذلك الآن ثلاث مرات في أقل من عقد من الزمان.

الدلالات المقلقة لهطول الأمطار على جليد جرينلاند
الماء أكثر دفئا ويجعل الغطاء الجليدي أكثر عرضة للذوبان السطحي، كما يمتص الماء المزيد من ضوء الشمس بدلاً من عكسه كما يفعل الثلج.

وبعد ذوبان الجليد، تتدفق هذه المياه الذائبة إلى المحيط، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر. حيث يقدر العلماء أن الذوبان من الغطاء الجليدي في جرينلاند (ثاني أكبر صفيحة جليدية في العالم بعد القارة القطبية الجنوبية) تسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر بنحو 25% على مدار العقود القليلة الماضية. ومن المتوقع أن تزداد هذه الحصة مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

وسيكون للمطر تأثير دائم على خصائص الثلج، تاركًا وراءه قشرة من الجليد تمتص المزيد من الطاقة من الشمس، حتى يتم دفنها بالثلج مرة أخرى، هذه الطبقة القشرية ستكون أيضًا حاجزًا يمنع تصريف المياه الذائبة داخل الأرض، حيث ستغمر المياه سطح الغطاء الجليدي وتبدأ الجريان من المرتفعات.

مخاطر ذوبان الجليد في جرينلاند
تسببت الأمطار التي هطلت على قمة جرينلاند، ودرجات الحرارة المرتفعة في حدوث ذوبان واسع النطاق للجليد في جميع أنحاء الجزيرة، وكانت كمية الكتلة الجليدية المفقودة يوم الأحد (15 أغسطس) أعلى بسبع مرات من المتوسط ​​اليومي لهذا الوقت من العام.

وبالحديث عن مخاطر ذوبان الجليد، نذكر أن الطبقة الجليدية في جرينلاند تحتوي على ما يكفي من المياه العذبة لرفع مستوى سطح البحر (6) أمتار، ولها تأثير كبير على الطقس والمناخ، وقد حذر التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) من أن ارتفاع درجة الحرارة الذي يتجاوز درجتين مئويتين سيؤدي إلى انهيار هذا الغطاء الجليدي الهائل، وهذه واحدة من نقاط التحول الرئيسية التي يهتم بها العلماء بشدة.

وتواجه مجتمعات السكان الأصليين التي تعيش في هذه المنطقة تحديات من فقدان الجليد وتشعر الحياة البرية أيضا بآثار هذه التغييرات، وبالإضافة إلى التأثيرات المباشرة لارتفاع مستوى سطح البحر، من المتوقع أيضا أن تؤدي المياه الذائبة من جرينلاند إلى إبطاء تيار الخليج في المحيط، ما قد يغير أنماط الرياح الموسمية الاستوائية، ويؤثر بالتالي على الغابات المطيرة.

حدث هطول الأمطار النادر وتغير #المناخ
الأمطار التي حطمت الرقم القياسي هي الأحدث في سلسلة من العلامات التحذيرية حول كيفية تأثير تغير المناخ على الغطاء الجليدي في جرينلاند.

وقد شهدت جرينلاند حدث ذوبان هائل في أواخر يوليو/تموز، عندما ذاب أكثر من 8.5 مليار طن من الكتلة السطحية الجليدية في يوم واحد، وهي كمية تكفي لتغطية ولاية فلوريدا الأمريكية بـ(5 سم) من الماء.

(صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر ذوبان الجليد في جرينلاند بتاريخ 29 يوليو 2021)

حدث الذوبان هذا وأمطار الأسبوع الماضي كانا سببهما أنماط دوران الهواء، مما يعني أن الهواء الدافئ الرطب غطى الجزيرة مؤقتًا.

هذا إلى جانب ارتفاع الفيضانات والحرائق والظواهر المتطرفة الأخرى في العالم، فهي واحدة من العديد من علامات الإنذار التي تشير إلى الحاجة إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

فقدان 28 تريليون طن من الجليد منذ منتصف التسعينيات
نظرًا لأن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، فقد ازداد فقدان الجليد بسرعة. خلص تقرير مناخي للأمم المتحدة صدر هذا الشهر إلى أن حرق الوقود الأحفوري أدى إلى ذوبان جرينلاند على مدى العقدين الماضيين.

ووجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة كريوسفير (Cryosphere) أن الأرض فقدت 28 تريليون طن من الجليد منذ منتصف التسعينيات ، كان جزء كبير منها من القطب الشمالي ، بما في ذلك الغطاء الجليدي في جرينلاند.

في عام 2019 ، ألقت جرينلاند ما يقرب من 532 مليار طن من الجليد في البحر. خلال تلك السنة، تسبب فصل الربيع الدافئ بشكل غير متوقع وموجة حر في يوليو في ذوبان سطح الغطاء الجليدي بالكامل تقريبًا. ونتيجة لذلك، ارتفع مستوى سطح البحر العالمي بشكل دائم بمقدار 1.5 ملم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى