ألم ننصحك يا طوقان؟ / د. أيوب أبو دية

ألم ننصحك يا طوقان؟
منذ عام 2011 عندما هزت كارثة فوكوشيما النووية العالم شرعنا في مجابهة مشروعك النووي وقدمنا لك النصح مجاناً خدمة لهذا الوطن العزيز بينما قمت أنت بتوظيف المئات كمفوضين ومستشارين وموظفين وأنفقت مئات الملايين، ولكن اتضح أنك بين فينة وأخرى كنت تعود للنصائح التي قدمناها لك مجاناً؛ وبالرغم من ذلك قررت أن تطاردنا في المحاكم؛ لا بأس فالوطن يستحق منا أكثر، ولكننا لن نتوقف عن تقديم النصح لك رحمة بهذا البلد الطيب.

وإذا سألت ماذا قدمتم من نصح، فسيأتيك بالأخبار من لم تزود:

قلنا لك ألا تربط تعدين اليورانيوم بالمشروع النووي وقد أثبتت الأيام أنه لا علاقة لهذا بذاك.

وقلنا لك أن معدلات تركيز اليورانيوم أقل من أن تكون تجارية للتعدين في ظل تراجع أسعار الخام عالمياً، ولكن وعدتنا بتصدير الكعكة الصفراء عام 2012 ووعدتنا أن تنتج كهرباء نووية عام 2015 ولم تنجز شيئاً لغاية الآن.

وقلنا لك موقع المجدل لا يصلح كموقع للمشروع، وبعد جدل وهدر كبير تركته.

وقلنا لك أن موقع قصير عمره لا يصلح كموقع نووي ويبدو أنك تركته أيضاً.

وقلنا لك لا تعتمد على مياه خربة السمرا لأن هناك من ينتفع منها وهي غير مستدامة، فتخليت عنها.

ونصحناك ألا تلجأ إلى مفاعلات كبيرة لأن الشبكة الأردنية قدرتها محدودة، وقد عدت إلى كلامنا بعد عشر سنوات من الترويج للمفاعلات الكبيرة 1000 ميجاواط وطرح عطاءات وتحضير اتفاقيات وما إلى ذلك وصرت اليوم تتحدث عن مفاعلات صغيرة.

وقد أبانت الأيام أننا كنا على حق وأننا قدمنا لك نصحاً مجانياً لم يكلفك فلساً واحداً وأننا كنا ننشر حقائق علمية ورؤى مستشرفة للمستقبل، ولكنك لم تستمع لنا وآثرت اضطهادنا بدلاً من تكريمنا، علك تستمع لما سنقوله لك الآن وقد اقتربت من السبعين حولاً ولم تسأم ولم تتقاعد بعد ولم تلجأ إلى أسلوب الحوار الحضاري بل آثرت درب الشكاوي والتوقيف، فهل أسعفك ذلك في الخروج من أزمتك؟ يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:-

هو عبءٌ على الحياة ثقيل من يظن الحيـــاة عبئاً ثقيـــــلا
والذي نفسه بغير جـمـــال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى