نفي مع سبق الإصرار / طارق النجادات

نفي مع سبق الإصرار
في كل دول العالم قاطبة بكون فيه منصب متحدث رسمي بأسم الحكومة، مهمته الرئيسية مثل مهمة ظابط إرتباط ما بين الحكومة من جهة والشعب من جهة اخرى يعني في الدول اللي بتمتاز بالشفافية والنزاهة والوضوح، بيطلع هالمتحدث وبيتكلم بشكل واضح وصريح، شو اللي النا وشو اللي علينا، يعني بحط النقط على الحروف بمنتهى المهنية والحرفية، لكن عندنا الموضوع شوي مختلف، لانو طبيعة الاشخاص بتختلف، فبدي احدثكم اليوم عن شخصية ناجحة منذ نعومة اظافرها، شخص كانت حياته مدرسة ، في البيت كان مثلاً بيفتح الثلاجة وبينسى وعن دون قصد إنه يسكرها، ابوه لما يسأل: مين اللي خلى باب الثلاجة مفتوح؟
والله يابا مابعرف، بس مش انا، انا اليوم مادخلت المطبخ.
مين اللي خلى ضو بيت الدرج مفتوح؟
والله يابا مابعرف، بس مش انا ، انا اليوم ماطلعت من البيت.
ولما (وبدون قصد ايضاً) بيكسر شي في البيت، وامه تيجي ع الصوت وتسأل: مين اللي كسر كاسة الشاي؟
والله ياما مابعرف، بس مش انا، انا اليوم ماشربت شاي.
لما نفسه الدنيئة بتخليه يتسحب على ايديه ورجليه بتالي الليل، وياكل شوكلاتة اخته وعصير الزاكي تبع اخوه، والصبح كلاهما يتسأل: مين اللي أكل الزاكي.
والله ياخواني مابعرف، بس مش انا، انا مبارح نمت في بيت خالتو إعتماد.
الشكوك بتدور في البيت، والحادث بتكرر ودايما ضد مجهول.
والطفل بكبر، وبكبر معه حب النفي، ومثل كل شئ ضح موجود حولينا، بنحط الرجل المناسب في المكان المناسب، وبيتسلم منصب متحدث رسمي باسم شركة زبادي، طبعا في البداية ولقله خبرته بسأل اللي حواليه: ياخوان شو هي طبيعة هالمنصب؟ شو اختصاصاتي ومسؤولياتي؟
وبيجاوبوه: ولا اشي، انت بس عليك تنفي وتكذب .. طبعا تكذب الشائعات والاقاويل المغرضة، مش تكذب يعني انك تكون مصدرها ( معاذ الله)، وإذا فيه إعتداء على مصالحنا العليا، وما بنقدر نعمل اشي، بتطلع انت تشجب وتستنكر.
عاشت الشنينة واخواتها حرة ابية، وعاش عصير التفاح اللي بخلي العقل يرتاح، وصحتين وعافية . !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى