أسباب الترطرط الإداري في بلادنا

أسباب الترطرط الإداري في بلادنا
د. حسام العودات

أغلب مدراء الدوائر في بلادنا عبارة عن مراقبين دوام ، لا يهمهم من إنجاز الموظف سوى الحضور الذي يشبه الغياب .
أهم الإنجازات لدى مثل هذا النوع من المسؤولين هو تركيب جهاز بصمة وتعبئة دفاتر الحضور والغياب .
أين المدراء الذين يطورون العمل ، أين التقدير للموظفين المتميزين ؟
الموظف المتميز يتم محاربته بكل الوسائل ، والسحيجة والمتملقون هم أصحاب الدلال .
عندما ترى عالم أحياء دقيقة او جراح دماغ وأعصاب وزيرا للتربية بدلا من أن يكون وزيرا للصحة ، وعندما ترى مهندسا متميزا وزيرا للأوقاف ، فلن نستغرب مما نحن فيه من تخلف .
وعندما يصدف أن يعين أكاديمي في موقعه المناسب ، فينحدر الى مستوى مراقبة دوام الموظفين بدلا من الإبداع والنهوض بوزارته فلا عجب أن رواندا التي مزقتها الحرب أصبحت أعلى منا مكانة بين الأمم .
ما يقتلني هو انحدارنا السحيق رغم وجود المبدعين في بلادي ، وما يحز في نفسي أن المسؤلين عندنا يسافرون ويشاهدون الرقي والتطور ، لا يحاولوا حتى أن يقلدوا بقية الدول ، بل يستمرون بالتباهي بإنجازات لا تراها الا في تصريحاتهم المملة ونحن ما زلنا نلبس البامبرز في الأماكن العامة وقد عزّت فيها المراحيض . وقد كان هناك رئيس وزراء يريد بناء عاصمة جديدة لحل مشكلة الأزمة المرورية في عمان ، بدلا من حلول ممكنة وواقعية قد عالجت مشاكل المرور في مدن أكثر سكانا وازدحاما من عاصمتنا .
لو كنت مديرا أو وزير ، فلن أكون فخورا بموظفين منافقين ومطيعين من حولي ، ولكنهم دون إنجاز يذكر سوى التصفيق والتوقيع على دفتر الدوام .
لا أملك الا أن ألطم ، وسامحوني نكدت عليكم بيوم الحظر الجميل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى