نحن عامة الشعب / ريم العفيف

نحن عامة الشعب

أوجعني موقف وكثيرة هي المواقف التي نمر بها في الحياة إلا أن هذا الموقف ضمن حدود وطني الجميل وليس وطنكم القبيح داخل حدود تربيتي ومعتقداتي الخلوقة وليس تربيتكم البذيئة ، مرفوض بالإطلاق
رجل أمن وحماية وهو متقاعد عسكري في الأصل وقد نالت منه هموم الأبناء ومتطلبات الجامعات وإيجارات البيوت المضنية ومايزال يسعى ليحقق لأبناءه الحياة ، إلا أن غطرسة وعنجهية وتجبر وعجرفة فتاة عشرينية والدها صاحب شركة كبرى نالت من شيبته وضامت كرامته وهو يعتريه السكون الخارجي ويزعجه النحيب الداخلي خوفا من اي يخسر وظيفته
نعم نحن عامة الشعب وأنتم الخاصة
نحن العامة الذين تربوا على توقير واحترام واجلال الكبير والعطف على الصغير وتقديم المعطف لعامل النظافة في الشتاء ليحميه من البرد ورغيف الخبز وكأس الماء البارد في الصيف ليرطب ريقه من حر الشمس، نحن الذين نشأنا في المدارس الحكومية حيث اكتظاظ الطلبة والدروج الخشبية الملتصقة ببعضها البعض نسترق لحظة أن يدير المعلم وجهه للسبورة لنأكل قطعة من البسكويت أو لقمة من فطيرة الزعتر خلسة وحين يعود المعلم للإلتفات نغلق أفواهنا أو نبتلعها خوفا من ان يرانا
نعم نحن الذين كنا نشاهد عرق المعلم وثوبه المهترئ طيلة الفصل حتى يأتي الشتاء فيعود لمعطف العام الذي قبله، نحن الذين كنا نجمع من مصروفنا ثمن ملابس للطلبة المحتاجين الكرماء أو نتشارك في عمل فطور جماعي لهم ، نحن الذين كنا قبل الدخول الى الصف صباحا نضع في صندوق التبرعات المدرسية مصروفنا حبا ورغبة ،إنه الإيثار يا سادة
نحن الذين كنا نرى حارس المدرسة والخادم فيها انسانا يستحق منا الإحترام ونرى ان كل فرد منا في موقعه مهم ، نحن الذين تعلمنا أن نعطي الأشخاص قيمتهم الإنسانية والمعنوية.
نحن العامة الذين اذا لقينا معلما في الشارع وقفنا له اجلالا وضربنا له تحية وسلاما، نحن العامة الذين نرى في الأمن العام حماية لا جباية وفي الجيش شجاعة وبسالة وعزة ومنعة وصرامة وصلابة لا حماقة وجهالة ، نحن العامة الذين نحب رأس الدولة وعائلته حبا بالفطرة ونراه قدوة ومثالا يحتذى به ووساما.
نحن العامة الذين ليس لنا أب وزير ولا أخ نائب ولا عم رئيس في شركة ولا خال مدير، نحن العامة وانتم السادة الذين صعدتم على أكتاف البسطاء المحبين لهذا الوطن الكبير بنا الصغير بكم.
نحن الذين تعلمنا أن التواضع خلق رفيع والتعالي خلق ذميم ،نحن الذين تعلمنا أن العمل عبادة وطاعة وليس خلاعة ووجاهة ، نحن الذين تعلمنا أن الناس أمام القانون سواء، وأن الوطن أغلى ما نملك،وأن العفو والصفح عند المقدرة في حقوقنا المنهوبة ، أما أنتم فلا
نحن الذين تعلمنا أننا نكبر بالعطاء والإنجاز وعشق الوطن أما أنتم فلا قيمة لكم، كل ذلك وأنتم الخاصة ونحن العامة يا سادة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى