عن الكرك أتحدث … سالم فلاح المحادين

عن الكرك أتحدث
في هذه المقالة سأتكلم عن الكرك ,, لم أولد فيها ولكنني إبنها الفطري الذي شاءت الأقدار أن يعيش طفولته بعيداً عن أصالتها , نعم … إبتعدتُ عنها كثيراً ولكنني الطفل الذي ترعرع في بساتين أناقتها شاباً يافعاً يتلمس طريق الحياة عبر نقاء قراها ومن ياسمين جبالها الشامخة شموخ شيحان الجميلة .

جنوبيةُ الطقوس , وسطية الجغرافيا , شمال الجسد قلباً كلما تبعثرت نبضاتهُ فر إلى أحضانها لاجئاً إنسانياً باحِثاً ضمن حدودها عن إتزانٍ يشفي غليل الروح التي أرهقتها تسارعات الحياة وأضناها البحثُ عن لقمةٍ تسدُ رمقَ أبرياء ما كانوا يوماً إلا مستمتعين بحلالٍ ربما مُتَقَطِع خيرٌ من حرامٍ أدمنت سمومه بعض النفوس الدنيئة .

الكرك ؛ غيوم الأمل توحي بهطول الفرح على مواسم الورد لتفوح عبر كحل النشميات عطور الألق المتشبث بأعينٍ مؤابية إستمدت سحرها من إرثٍ لم يخطئ الوعد فأشرق مجددا .. بإطلالة هذه الكركية أو تلك !!

الكرك هي أن تغفو دافئاً ( في عز البرد ) ، هي أن تحلم بغدٍ مشرق وسط ظروفٍ لا تمنحك الفرصة لمغازلة الطموح ، هي أن تتمادى على تقاليد الصمت وتحكي للسنين كيف أن أمك رحلت ومضى معها نصف الحب ، هي أن تتمرد على شجاعتك وتذرف الدموع حزناً على فقد أبيك ، هي أن تتجول في شوارعها سعياً لأن تجتاحك عطور التاريخ وكأن الأمس أطلَ من جديد !!

مقالات ذات صلة

كلما راودتنا أنفسنا شوقاً للعاصمة وأضوائها الخلابة إنطلقنا نحو عمان الحبيبة بخيالٍ مفعمٍ بالبرجوازية الآسرة لقلوب تشتاق المعاصرة دون أن تنسى الأصالة ثم ما تلبث الروح تسارع الجسد وصولاً إلى الطريق الصحراوي الذي لطالما شهدت عتمته على حنين الفتى لحضن أمه .. صحراويٌ داعب خلجات حلم العسكري بلقمة تحث الخطى رفقة انفاس الطفل المنتشي فرحاً بدفئ أبيه .. صحراويٌ تباهى بلهفة الطالب لوجبةٍ أعدتها شريفةٌ لا تؤمن بوجباتٍ سريعة !!

عن السهر والسحر ، عن الكحل والألق ، عن الماضي البهيج ، عن الورد والياسمين ، عن باقات الحنين ، عن الكرك أتحدث

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى