أخبار عن تسرب إشعاعي من المفاعل البحثي! / د. أيّوب أبو ديّة

أخبار عن تسرب إشعاعي من المفاعل البحثي!

بداية ينبغي القول أن أي خبر يتم نشره بهذه الطريقة الاستعراضية هو مرفوض، إذ ينبغي أولاً التحقق من صدق التقارير المسربة قبل الشروع بأي خطوات أخرى؛ ثانياً حتى لو كان الضرر موجوداً فمن المتوقع أن يكون محدوداً كون المفاعل صغير الحجم لا تتجاوز قدرته 5 ميجاواط، ولكن هذا لا ينفي ضرورة وجود خطة طوارئ وإخلاء في الجامعة وأيضاً خطط لتدريب كوادر متخصصة للتعامل مع الكوارث والكشف عن الإشعاعات وما إلى ذلك.
ومن جهة ثانية فإننا نتساءل لماذا لم يتم اتخاذ إجراء والإعلان عنه، حيث إن الشفافية هي مسألة مهمة لاكتساب ثقة المجتمع المحلي فلماذا السكوت عنه؟ وهل تم تبليغ رئاسة الوزراء؟
كان رد مدير المشروع الذي اطلعنا عليه باتهام الناس بالجهل بدلا من شرح القضية بالتفصيل وبيان كيفية معالجة الخلل، أهكذا تخاطبون جمهوركم ومجتمعاتكم المحلية التي رضيت بوجودكم بالقرب منها رغم أنفها؟
إن مثل ذلك الخبر الذي يقلق الناس يستدعي التحرك فوراً من قبل الجهة المسؤولة، وتحديداً هيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي بالمبادرة بإصدار بيان واضح من دون استعلاء على الناس واتهامهم بالجهل بل شرح الموضوع بالتفصيل لطمأنة الناس، وأيضاً قيام دولة رئيس الوزراء بتفويض آخرين كإشراف محايد، لمتابعة حيثيات هذا الموضوع وإسدال الستار عنه.
وأخيراً، فإن موضوع الشفافية وإعادة بناء الثقة بين المجتمع المحلي وهيئة الطاقة الذرية مسألة في غاية الأهمية طالما شددنا عليها، فنحن نعرف أننا “كلنا خطّاؤون وخير الخطائين التوابون”، وبالتالي فاحتمالية الخطأ واردة ولكن المشكلة تكمن في كيفية التعامل مع هذه الأخطاء، وفي شفافية البوح عنها، ومعالجتها بطريقة سليمة وآمنة، فالصناعة النووية لا تحتمل الخطأ وهي أكثر خطورة مما نتوقع في مجتمع نامي كمجتمعاتنا، حيث ثقافة الأمان لم تبلغ حد نضوجها بعد، إذ يستدعي ذلك أجيالاً بعد أجيال. فتخيلوا لو قمنا ببناء مفاعل كبير وتسربت معلومات عن مشكلة ما في هذا المفاعل فماذا سيحصل عندها للسياحة في الأردن التي سمعنا مؤخراً أنها رفدت الأردن بـ 5 مليارات دينار؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى