30$ والتفاوض مع كورونا…
فادي سهيل التل
في خبر لوكالة بلومبيرغ مفاده ( ان هناك عديد من التجارب يقوم بها عدد من مختبرات الصناعات الدوائية تتوقع ان تصل للقاح لفيروس كورونا قريبا وان سعره سيتراوح ما بين دولار و٢٩ دولار) انتهى اقتباس الخبر.
كورونا يعلم تماما ان الانسان بنهاية المطاف سيتغلب عليه بما فضله وميزه الله عليه من عقل، قادر على مراكمة التجارب البشرية وتحويلها لعلوم منهجية، بالتالي كورونا لا يسعى للسيادة الأبدية وهذا ليس هدفه اصلا، كورونا كحالة تعبير عن حالة اختناق العالم بأزماته وانسداد رئتيه نتيجة حروب الانسان غير المبررة عقليا واخلاقيا، خرج ليكون مراءة للانسان لينظر لنفسه ولاي درك قد سقط، لقد أصبحت اخبار موت ملايين البشر نتيجة الحروب والجوع تمر امامنا دون ان تهتز مشاعرنا، من هم بجيلي وعلى مدار ٤٠ عام ونحن نرقب شاشات تلفزيونتنا من حرب الى حرب بالمنطقة وبالشرق والغرب، بل تجاوز الامر حده لتقوم صناعات تبليد المشاعر الانسانية بانتاج العاب Play Station لجيل اصبحت اعمارهم الان ما بين ١٥ و٢٠ عام نشأ على اعتبار الحرب وقتل الانسان عبارة عن لعبة، لتتحول بعدها الحرب الحقيقية الى لعبة فذلك الجندي الذي يجلس خلف شاشة كمبيوتر يطلق صواريخ طائرة الدرونز على (أعدائه) تماما كما في لعبة ال Play Station قد فقد الاحساس بانسانية (عدوه) فهو لايشاهده وجها لوجه ولم يطلب منه حتى الاستسلام ليكون اسيرا بدلا من ان يكون قتيلا.
اي عالم متوحش فضحته مراءة كورونا ! لقد وصل العالم بأنانية وجشع انظمة سادة العالم ومحاولات خلقهم انظمة استعمارية متطورة الى هذه النتيجة المغلقة، ما عاد بالامكان التقدم لقد وصل الاستغلال الرأسمالي اقصاه ولم يعد ياستطاعته معالجة ندوبه وفقاعات تقرحاته.
كورونا سيتم القضاء عليه بدولار بعدما خسر العالم مليون ونصف مصاب والاف الضحايا، وخسر اسياد العالم تريليونات الدولارات كانت كفيله بانهاء الجوع والفقر والبطالة العالمي وتوفير افضل الخدمات الطبية والتعليمية وغيرها من خدمات لجميع سكان المعمورة، فالمشكلة ابدا لم تكن بنقص الإمكانيات بل كانت نقص بالاخلاقيات. جميع افراد عائلته الاصغر سنا الذين ارسلهم قبله من ايبولا و سارس و H1N1 لم ينجحوا في ايقاذ العالم من غفلته مما اضطره للقدوم شخصيا ويصب على وجه العالم ذلك الدلو المليء بمياة الغضب الباردة، ليقول له من انت؟! ولم يجرؤ احد ان يجيبه : انت عارف مع مين بتحكي؟ هو غير معني بمن نكون، هو معني بكيف نكون…
هل سيستيقظ هذا العالم القذر؟!
كورونا سيقبل التفاوض على المغادرة بشرط عودة الانسانية للانسان، بغير ذلك سيبقى الحيوان بيئته المناسبة للتطور والازدهار.
كلمة أخيرة…
الموت لا يخيف الانسان… الخوف ان تحيا كحيوان.
#نظامعالمييحترمكرامةالانسان.
