هل الديمقراطية للجميع ؟ / سالم الفلاحات

هل الديمقراطية للجميع ؟
الديمقراطية بضاعة غربية ومنتج غربي حصري.

لكنها ليست للبيع ولا للمبادلة ولا للهدية.

وهي حكر عليهم داخل شعوبهم وأقطارهم فقط.

وقد تمكنت من حل خلافاتهم السياسية والإدارية إلى حد بعيد.

وشطبت الانقلابات وتخلصت منها في قاموسهم.

وإن كانت الديمقراطية لم تورث لهم السعادة والراحة المطلوبة رغم رفاهية الحياة واتساع الحريات الشخصية.

ولكن لماذا لا يسمحون بأن يتمتع العالم الثالث (الأخير) بالديمقراطية – ديقمراطيتهم ؟

حبذا لو تسألوهم أو تسألوا ممثليهم ووكلاءهم في بلادنا.

كل صاحب نِحْلةٍ أو دين أو فكر يحب أن ينشره بين الناس باستثناء اليهود الذين لا يحرصون على التبشير بديانتهم ليبقى الدين الكريم حكراً على قوميتهم مع حرصهم على نشر ماسونيتهم خدمة لمشروعهم الكبير وخدمة لدولتهم.

وسؤال ثان للغرب الديمقراطي ..

لماذا تُفْشلون المحاولات الديمقراطية للشعوب العربية والمسلمة وتقفون مع الدكتاتوريين والشموليين وحكم الفرد ؟

ترى هل بقيت ورقة توت تستر عورتكم السياسية بعد كل الذي جرى في العراق وسوريا ومصر وتركيا مؤخراً وبالصورة الفجة التي رآها الجميع.

دمرتم العراق العظيم بلداً عريقاً كانت عاصمته ضاربة في أعماق الحضارة ألف عام بحجة دمقرطة المنطقة، فما الذي فعلتم وما معنى مصطلح الديمقراطية الذي تحدثتم عنه في حربكم الكونية على العراق ؟

أهي حكم الطائفة وحكم الفئة والحكم بالوكالة، والانتقام والإقصاء، وتشريد الآمنين، واستنبات التطرف ورعايته وتسويقه والاحتجاج به، ونشر الموت والرعب ؟

ليس غريباً فهناك من يربي الأفاعي السامة جداً من أجل أن يأخذ سمها ويبيعه لمصانع الأدوية!!

مساكين هم الذين يقضون إجازاتهم بيننا لتحسين ديقمراطيتكم ومدحها وذكر محاسنها ومحاسنكم ببلاهة متناهية، ولم يسألوا أنفسهم عن هذه الديقمراطية التي إذا خرجت لحدود عربية أو إسلامية أصبحت خلقاً آخر وتحولت إلى شريعة غاب ووحوش كاسرة، فلا مانع أن تغادر طائرات عملاقة باريس الديمقراطية لضرب ليبيين لاهين لا ذنب لهم إلا محاولة الانعتاق من العبودية والظلم.

مساكين هم في بلاد الغرب من أبنائنا يرتجفون خوفاً من التهمة إن تعطلت سيارة في شارع عام، أو شبّ حريق في غابة، وانفجرت اسطوانة غاز، فالمتسبب بذلك كله احتياطاً عربي ومسلم، حتى لو كان جده ولد في بلادهم.

ولا مانع أن تغادر حاملات طائرات تيمم شطر الموانى العربية والإسلامية لتبقى بحار الظلم والاستعباد قاتلة ولا تسمح لمتذمر أن يرفع رأسه…

أجيبوا عن الصفعة السوداء في التاريخ (معتقلات جوانتينامو) وعن حجم الحرية والحقوق القضائية التي تمتع بها المظلومون.

ميزتكم أنكم لا تنسون التاريخ القديم والجديد معنا، ولا تنسون أنكم لا تنسونه، بينما مصيبتنا أننا ننسى، وننسى أننا ننسى، ونهيم على وجوهنا يلطمنا الديمقراطيون الذين لا ينسون يميناً وشمالاً..

الديمقراطية حرام على شعوبنا ويمنع تصديرها لنا، ولكننا في الحقيقة نحن الذين نمنع أنفسنا من الديمقراطية التي يجب أن نتوافق عليها وننتجها نحن، فعندنا قبل أربعة عشر قرناً مادتها الأساسية الأصلية الإنسانية العالمية التي يعم خيرها البشرية ولا تقتصر علينا.

فالشورى بضاعتنا وهي ملزمة لنا ولقادتنا وحتى لنبينا عليه الصلاة والسلام.

والعدل والحرية فريضة من فرائضنا.

وكرامة الإنسان كل الإنسان من أوجب واجباتنا.

والمعارضة والنقد منهج ثابت مستقر في شرعتنا.

و هذه القيم إنسانية عالمية وليست قطرية في حضارتنا.

المشكلة فينا إذن وليست فيكم لكننا نبحث عن المعاذير، فهلا افقنا ونهضنا من كبوتنا وغفلتنا ؟

لنستغني عن ديمقراطيتكم بديمقراطيتنا أو شورانا.

سالم الفلاحات

24/7/2016م

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى