« الشاباك » يرصد 20 ألف دولار لكل صورة حديثة لمحمد ضيف

سواليف
كشفت تحقيقات أجرتها أجهزة الأمن في قطاع غزة، عن تجنيد المخابرات الإسرائيلية عملاء لها في القطاع، هدفهم فقط الحصول على صور عبر أجهزة خاصة، لعدد من كبار قادة المقاومة، وأبرزهم محمد ضيف قائد الجناح العسكري لحركة حماس، مقابل حصول العملاء على عشرين ألف دولار عن كل صورة تلتقط له.
بداية المعلومات في هذه القصة التي كشفها موقع «المجد» الأمني المقرب من المقاومة، ذكرت أن تحقيقات أمنية مع أحد العملاء الذين تم اعتقالهم مؤخراً في قطاع غزة، كلف مؤخرا من ضابط جهاز المخابرات الإسرائيلي «الشاباك» بالحصول على صور للضيف واثنين آخرين من قادة المقاومة، مقابل الحصول على 20,000 مكافأة مقابل كل صورة يجلبها عن هذه الشخصيات القيادية في المقاومة الفلسطينية.
ويسرد الموقع الأمني القصة من أولها، ويقول إن العميل «أ. ب» الذي يعمل لحساب جهاز الأمن «الشاباك» منذ عام 2013، اعترف بأن الضابط المشرف عليه حدد له ثلاث شخصيات قيادية مقاومة في قطاع غزة وطلب منه تصويرها.
وأطلعه الضابط الإسرائيلي على أماكن قد يوجد بها هؤلاء القادة وكيفية الوصول إليهم، وأعطاه معلومات حولهم قد ترشده إليهم. ولإنجاز مهمته أرسل الضابط الإسرائيلي للعميل في غزة جهازاً يمكن من خلاله التصوير وإرسال تلك الصور ل« الشاباك »، وتم استلام الجهاز مما يسمى بـ «نقطة ميتة» حددها له ضابط « الشاباك ».
وفي حيثيات الاعتراف تواصل الضابط الإسرائيلي مع العميل، وقدم له شرحا حول آلية عمل جهاز التصوير وكيفية التعامل معه.
وبالرغم من كل التحضيرات إلا أن جميع المحاولات التي قام بها العميل «باءت بالفشل»، ولم يتمكن من رؤية قادة المقاومة الثلاثة أو تحديد أماكن وجود أو الوصول لطرف خيط عنهم.
ويقول العميل إنه سأل ضابط المخابرات أثناء المهمة، إن كان سيعطيه المبلغ المذكور لو نفذ هذه المهمة، فكان رده بالضحك» هذا مبلغ كبير سأقسطه لك على خمس سنوات».
وذكر الموقع الأمني أن المبلغ المالي المذكور هو مجرد «رقم لإغراء العميل وتحفيزه»، مشيرا إلى أن المخابرات الإسرائيلية تعد «مخابرات كاذبة لا تعطي عملاءها إلا وعوداً وأماني»، مستندة بذلك إلى ما بينته التحقيقات مع العملاء.
والضيف الذي يعتبر «المطلوب رقم 1» لإسرائيل، هو وقادة المقاومة الذين طلبت صورهم، يعتبرون مجهولي الصور، إذ لم تنشر مثلا أي صورة للضيف منذ عشرات السنين، ولم تستطع المخابرات الإسرائيلية بكل قدراتها الأمنية الحصول على صورة حديثة له.
ومنذ اندلاع «انتفاضة الأقصى» في عام 2000، تعرض ضيف لعدة محاولات اغتيال، من خلال استهدافه بصواريخ، وأصيب ضيف بجراح في إحدى المحاولات. ووقعت آخر محاولة اغتيال في الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، إذ استهدفت إحدى الطائرات أحد منازل مدينة غزة، ما أدى إلى تدميره، وأدت الغارة وقتها التي خرقت فيها إسرائيل هدنة إنسانية وقت الحرب، إلى استشهاد زوجة ضيف واثنين من أبنائه.
وأعلنت حركة حماس أن قائد الجناح العسكري نجا من محاولة الاغتيال هذه، وكالعادة ظهر الضيف أكثر من مرة خلال الحرب في تسجيلات صوتية نشرتها كتائب القسام، دون أن يظهر وجهه.
وأهاب الموقع الأمني بالمقاومة الفلسطينية لأخذ أقصى درجات «الحذر والانتباه»، خاصة في ظل تربص الاحتلال من أجل جمع أي معلومة قد تفيده في النيل من قادة المقاومة.
إلى ذلك كشف الموقع أن المخابرات الإسرائيلية طلبت من أحد عملائها الذهاب إلى عدة أماكن تشهد فيها نشاطاً للمقاومة الفلسطينية كالأنفاق وأماكن تخزين الأسلحة ومرابض الصواريخ ونقاط الرباط وغيرها من الأماكن.
وحسب اعترافات أحد العملاء الذين قبض عليهم، فقد ذكر أن الضابط الإسرائيلي «كان يحدد لي الأماكن والأوقات ويرسلني إليها ويطلب مني سرد ما أرى فيها، ومن ثم يطلب مني تصويرها ومغادرة المكان».
وأضاف أنه في بعض الأحيان كان الضابط يسأله إن كان يوجد في تلك الأماكن معلبات الأكل وبقايا طعام النشطاء أو زجاجات عصير وماء، وكان حريصاً على معرفة ذلك.
وتابع العميل القول إن ضابط المخابرات لم تكن لديه معلومات مؤكدة حول الأماكن التي يرسله إليها وهو ما كان يؤكدها أو ينفيها وذلك حسب ما يرى في المكان المرسل إليه. ويشير هذا العميل إلى أن المقاومة في قطاع غزة تتمتع بدرجة عالية من الحس الأمني مما كان يصعب عليه مهماته المكلف بها.

القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى