يا فرحة ما تمت / باسم خريس

يا فرحة ما تمت
في اول ساعتين من محاولة الانقلاب البائسة والفاشلة على “السلطان” اردوغان كان لافتا للانتباه ردود افعال المعارضين والكارهين “للسلطان”من الليبراليين والقوميين واليساريين العرب على امتداد الوطن العربي والتي غلب عليها سمات الشماتة والفرح لدرجة الخروج الى الشوارع واطلاق النار في الهواء في بعض الدول وانبرى مفكروهم والنخب منهم الى التصريح والاعلان عن سقوط السلطان الى غير رجعة واعلنوا عن فرحهم لانقضاض العسكر على الحكم وتعليق الدستور وقصف البرلمان المنتخب………….الخ.
لقد ابعدهم الشعور بالشماتة عن الواقعية والقدرة على تحليل وفهم الحال الجديد الذي اوجده السلطان في تركيا منذ تسلم حزب العدالة والتنمية الحكم.
في الساعة الخامسة من وقوع المحاولة الفاشلة بدأت الخيبة والصدمة تبدو السمة الوحيدة على وجوههم،وبدأت الضربات تنهال على رؤوسهم،ففي مقابلة هاتفية قصيرة مع السلطان ،تغير الحال وانقلبت الامور راسا على عقب،حيث لم يامر باطلاق النار وانما دعا الشعب للخروج الى الاماكن العامة للتعبير عن رفضهم لحكم العسكر،وما كانت الا دقائق وقد امتلات الشوارع والميادين بمئات الالوف من الشعب التركي استجابة لدعوة السلطان مما اربك الانقلابيين والخارجين على الشرعية،بعدها تعلن الحكومة الشرعية سيطرتها على الاوضاع في البلاد،ويواصل السلطان طمأنة شعبه من خلال الظهور المتكرر على التلفاز واخيرا اعلانه فشل الانقلاب وسيقوم بتطهير الجيش من الخونة والمتعاونين معهم.ترافق ذلك مع اعلان جميع الاحزاب بما فيها المعارضة،وجميع مؤسسات المجتمع المدني رفضها لحكم العسكر وتمسكها بالشرعية والديمقراطية.
والمضحك،ان هؤلاء المعارضين والكارهين للسلطان وبعد تيقنهم من فشل الانقلاب ،بدأوا يشيعون بان هذا الانقلاب ما كان الا تمثيلية تلفزيونية قام السلطان باخراجها.
لقد اثبت هؤلاء الناس ضحالة الادراك والنضج السياسي الذي يتصفون به.
ان اهم درس على هؤلاء الناس ان يعوه هو ان البسطار العسكري والطائرة والمدفع والدبابة لا يمكنهم هزم الارادة الشعبية المتطلعة الى الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة.
يبدو ان الفرحة لم تتم……..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى