وجهة نظر كروية محايدة / أحمد الحارس

وجهة نظر كروية محايدة

لو نظرنا في قضاء الله وقدره، وهو تعرض الفيصلي لظلم التحكيم هذا، وخسارته البطولة ظلما وزورا وعدوانا،ليس سرّاً وإنما عياناً عيانا..
بعدما بحث عن المجد والرفعة في الحصول على مركز أول لبطولة العرب ٢٠١٧_وهو تحصيل حاصل الأول دون نقاش لولا المؤامرة _لوجدنا جانبين لهذا التآمر أحدهما قريب سيء والاخر بعيد خيّر …

وهذا الجانب القريب السيء الذي يراه البعض ، والسخط الكبير الذي عملوه ،بمجرد التآمر وليس الخسارة، كان مؤلما مؤثرا في النّفس عبّر البعض عن حزنهم بالفعل ،والبعض الاخر بالقول…لكن كان من قدره تعالى أيضا، أن يكون بداخل هذا الجانب السيء جانبٌ خيّرٌ جميل؛ وهو أن يُجمَع شمل الفرق الاردنية وخصوصا الوحدات والفيصلي الندّيْن الأزليين للكرة الاردنية ووقوفهم جنب أخيهم الكبير في محنته (جماهير ولاعبين )…ورأينا كل الفرق الاردنية الكبيرة تتألم في غاية الألم لما حصل لناديها العريق وممثلها الأول في هذه البطولة …فقد شعر كل فريق بالظلم كأنه هو من ظُلِم ..(وأسألوهم وأسألوا جماهيرهم ) أتعرفون لماذا؟!

لأنّ بيننا مجموعة روابط؛ الأخوة ؛والعشرة ؛والنسب ؛و الدّين ؛والارض ؛والراية ؛ التى عشناها وعرفناها بيننا كانت أقوى من الكرة ،أقدم من تاريخ نشأتها ،أعرق من خطوط ملعبها الأزلي ،روابط لا تعرفه دراهم الغرب ولا فلوس أوروبا الباهظة في أثمان لاعبيها وتكاليف بناء ملاعبها الشامخة …

نحن جمعناها بيننا كلّها _مع أننا تناسيناها لفترة من الزمن_ وقد تكون هذه الروابط مجتمعة كما عندنا وقد تكون متفرقة؛_ تشدّنا ،تأسرنا، وتتملكنا_ بدقائق معدودة بين مباراة وأخرى؛ فالفريق الذي كنت تتمنى خسارته في مباراة ينافس فريقك فيها، ،تتمنى فوزه في مباراة أخرى… وعندما ترى لاعب أردني يلعب في فريق عربي ،يشدّ انتباهك لهذا الفريق بالكامل لأن فيه هذا اللاعب الاردني بالتحديد وهذه رابطة الأخوية والجنسية.. وكذلك إذا رأيت لاعبا عربيا يلعب مع فريق أجنبي آخر يشدّ انتباهك الفريق بالكامل لأن فيه ذلك الشخص العربي وهذه رابطة القومية العربية ،وإذا رأيت لاعبا أجنبيا مسلما يلعب مع فريق أجنبي من أبناء جلدته تشدّك رابطة الدين له لتشجيعه… وهكذا تجمعنا الروابط لننسى الخلافات بيننا..ولكن اللغط هو ماحصل لدينا أننا جعلناها أساسا في حياتنا داخل المستطيل الاخضر وخارجه…

لذلك منّ الله علينا ،أن نستفيد من محنة الفيصلي التى مرّ بها …وأن ننظر اليهامن جانب إيجابي طيّب.. ،وأعطانا فرصة ثانية لتجديد رابط الأخوة من جديد… ونقوّي أواصر المحبة بيننا مرّة أخرى..ونمسح الماضي الأليم البغيض ..ونمسح عبارات الكره والبغضاء من عقولنا ونبدلها بعبارات جميلة بناءة ،ترفع الهمم وتشحذ الطاقات نحو إنجازات عربية وعالمية نتمناها لكل فريق مشارك من أبنائنا…يتذكر كل فريق حسنات الفريق الاخر ويترفع عن سيئاته ويعذر أخوانه إذا أخطأوا..ولا يشمل كل جمهور الفريق الاخر إذا جماعة منهم سولت لهم أنفسهم بإحداث شغب وإطلاق عبارات سيئة ؛فكلّ فئة منها الطالح والصالح…

يجب علينا في هذه المحنة أن لا نجعل المنافسة مقاطعة ،وأنّ الكرة مجرّد رياضة تنتهي الحديّة والتشجيع الصحيح بمجرد خروجنا من الملعب..

ونحن في الشارع وفي البيت وفي مواقع التواصل الاجتماعي متحابين أخوان، وليس في قلوبنا حقد ولا كراهية …نحن أبناء بلد واحد ودين واحد ولغة واحدة ونسب واحد ،حرام علينا أن تفرقنا جلدة ليس لها دم ولا نسب …

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى