شغف …..وولادة / ثروة الزعبي

تثاقلت خطواته في التحضير للقاء صديقه وقد كان مر زمن طويل عز فيه اللقاء، لكنه لبى النداء وتشابكت الايدي ببرود لا يحمل لوعة الغياب لكن تداركت العيون ذلك في لحظة صمت، وجلس الصديقان في زاوية المقهى تخجل حروفهم من الالتقاء فقد غابت في غياهب البُعد …… فقرر صديقه ان يكسر حاجز الصمت فسأله عن حاله واخباره فأجابه بسرعة دون تفكير روتين لا يحمل شغفاً في شئ!!! …، وادرك كم من الالم يعتصر تلك الكلمات حتى ان الالوان التي يرتديها باهتة ككلماته وشيبات شعره تتناثر بشكل عشوائي وكأنها تحاول صنع ثورة بيضاء في ذاك السواد تحاول ان تشرق كضوء شمس الصباح في اخر عتمة الليل…. ولكنها عبثا تحاول….. فقال له باحتدام لم أعهدك كذلك يا صديقي فقد كنت بلسم لجراحنا وصانع الامل لقلوبنا فكيف فقدت جذوة الحياه هكذا ؟؟؟ نظر إلى البعيد وقال اعذرني فعقلي حائر وقلبي تاه بين الدروب، وانا احاول المقاومة وابحث عن طريق العودة لكن في وسط الطريق وبين تقاطعات الدروب فقدت المسير، وعطش العودة للامل يكاد يقتلني. احاول الصمود واتشبث بأشجاري القوية فاجدها بين الاعاصير اصبحت شجيرات لا تقوى على المواجهة …… وفي داخلي روح ثائرة كالبركان لا تنفك ان تتململ من القيود لم اعهدها هكذا ولا استطيع ان اكبح ثورتها واخاف ان اكتشف ان ما كان من حياتي ما هو الا سراب الصمود…. خاطبه لا تحزن يا صديقي وهون عليك فأن لكل حصان كبوة ولكل ولادة مخاض فقد تكون تولد من جديد ….. وهل تظن ان الانسان يولد مرة واحدة يا صديقي … ان الارض تولد كل عام … وتستهجن انت أن يولد الانسان مرة كل أربعين عام ……… اثبت واصمد كأم تقاسي الم مخاضها بحب بإنتظار جنينها، لا تفقد الامل فكل تلك الاحاسيس التي تعانيها تؤكد انك ما زلت في برنس الحياه … وهل تؤلم الحياه غير الاحياء يا صديقي …..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى