فرح مرقه: غربال أردني لتغطية “شمس الفشل” وفن المكابرة في فضيحتنا في السودان.. للملك عبد الله الحق بالغضب من مؤسسات حكومته.. ودونالد ترامب اذ تحتفي به روسيا اليوم والفلسطينيون معا بينما يتقمّص الملكة احلام..

سواليف

اردنيو السودان وفشل تعليمنا..

الطلبة الاردنيون في السودان قدّموا مُخرجا واضحا كوضوح “عين الشمس″ للسياسات التعليمية الأردنية منذ عشرات السنين، فهم طلبة خرجوا من كل المحافظات الاردنية وقصدوا بلدا منهار تعليمه، بهدف تحصيل الشهادة الاكثر رهبة في تواريخهم والمتمثلة بشهادة التوجيهي العظيمة.

هذه الصورة الكبيرة هي ما تجاهلته كل المعالجات التلفزيونية في الاردن، والتي اقتصرت أصلا في القضية على حلقة من برنامج نبض البلد على فضائية رؤيا.
شهادة التوجيهي او الثانوية العامة، وبالنظر فقط لحادثة الخرطوم، التي ذهب اليها طلبة الاردن ليسرّبوا الاسئلة “ويغشّوها”، تثبت الفشل الذريع الذي فشلناه في سياساتنا التعليمية، فلا ابناؤنا راغبين في الدراسة ولا هم قادرين على تجاوز عقدة الشهادة، ما يعني بالضرورة أننا أنتجنا مخرجا مشوّها على شكل مواطنين!.

طلبة في الثامنة عشرة من أعمارهم، يغادرون كل مدارس المملكة والتي تحوي اصلا تباينا شاسعا في مستويات العلم المقدمة، ليقضوا العام المصيري الذي يحدد نظرة المجتمع والاهل لهم، في بلد لا يريدون ان يعرفوا فيه شيئا الا كيف يُشترى العلم بالغش والخداع والنقود، وبدل من ان نفاخر بهم كأوائل في السودان، ها نحن جميعا نشعر بالخزي ليس منهم.. بل من انفسنا بصراحة.

حادثة الخرطوم عبارة عن جواب صريح على كل ما قام به الوزراء المتعاقبون والذين اخرهم الدكتور محمد الذنيبات، من صرامة في اجراءات عقد الامتحان تجمّل عملية التلقين الصماء التي نمارسها على ابنائنا، وهي كذلك صفعة لمستقبل الاردن المنشود، ودليل فشل حتى في تنمية المورد الاردني الوحيد “المورد البشري”.

منذ سنوات ونحن نذكّر كم تعاني مدارسنا من اشكالات ومناهجنا بطبيعة الحال، ومنذ الكثير من الوقت ونحن نغضّ الطرف عن كون كثر من الطلبة يلجأون لأنظمة تعليم بديلة للثانوية الاردنية، على أمل ألا تسطع “شمس الحقيقة” في وجوهنا، ولكنها ظهرت عالية واضحة وفي فضيحة على مستوى الاقليم، فماذا سنفعل اكثر من اتخاذ قرار “غربالي” كرفض ثانوية السودان؟!!
سندع الفرصة لجهابذة العلم والتعليم للتفكير والتذكير والقرار والمكابرة على الخطأ، والذي اظنه العلم والفن الوحيد النافع للتعليم لدينا..

**
فشل على فشل..

الفشل في العلم والتعليم لا يمكن له ان ينفصل عن حال المعلم والمربي، الامر الذي نقرر فيه ايضا في الاردن المعطاء ان نفشل.
فها هي واحدة من البارزات في تربية الاجيال متمثلة بمديرة مدرسة سابقة ونائبة حالية في مجلس النواب تطرق الابواب للعلاج ولا احد يستجيب.
النائبة مريم اللوزي مختلطة بسلك التعليم منذ زمن وتعرفها الفتيات في المدرسة التي كانت مديرتها ويكنّون لها كل الاحترام، الا انها اليوم- للاسف- تتصدر الشاشات وهي تناقش تجاهل الحكومة لعلاجها وتركها وحيدة امام مرض يفتك بجسدها وما بقي لديها من مال في ان معا.

لم أكن يوما طالبة امتيازات لاحد من هذه الحكومة، خصوصا اذا ما تداخلت اي امتيازات بالبرلمانيين، ولكن حادثة من وزن ما حصل للوزي تعني ببساطة منظمومة متراكمة من الفشل قد تؤدي لما تحدث عنه ملك الاردن مؤخرا عن “ضعف كبير في مؤسسات الدولة”، وهو ببساطة معه حق، فإن نظرنا سويا اذا ما كان حقّان من وزن “التعليم والصحة” منتهكان، فأين الدولة وأين الانسان؟
**
دونالد ترامب.. لا افهم شيئا..

أما الانسان الافضل “الامريكي” حسب تعبير المرشح الرئاسي المهووس دونالد ترامب، فعلينا جميعا ان نقدم له النقود لوجوده في حياتنا، وهذا حصرا ما فهمته من التقارير الاخيرة التي نقلت على لسان العجوز المضطرب “وصلة كراهية تزكم الانوف لعفونة رائحتها”.

ترامب منذ خرج علينا من قمقمه ونحن لا نسمع “كدول عالم ثالث لا تستحق” الا هجوما وكرها واذى من جانبه، ودون ان يجد المريض العجوز أحدا يردعه، حتى خرج علينا بنظريتين، الاولى احتفلت بها قناة روسيا اليوم، والثانية ألمح لها بعض المتحذلقين على انها نصر للقضية.

ما اذاعته روسيا اليوم كان تصريح العجوز الموتور عن وجوب وجود اولوية في القتال فـ”إما داعش أو الاسد”، وهو ما يعني حرفيا ما يريده “دب موسكو” لحليفه “أسد دمشق” لتكتمل ملامح الغابة في الشرق الاوسط الجديد.

التصريح الثاني كان حول القضية الفلسطينية والتي تحدث عنها باعتبارها قضية مؤجلة وانه في النهاية مع حل الدولتين، باقتضاب شديد ودون طريقته الشبيهة بطريقة المغنية احلام في التعالي وبث البغضاء.

طبعا حديث ترامب لا يعني اي حلف مع الفلسطينيين، الا انه يعني بالضرورة هجمة مؤجلة “الله يستر من تاليها” كما يقول المثل الاردني الشهير، كما ايضا هي رد تكتيكي على تصريحات هيلاري كلينتون الديمقراطية التي اعلنت انها مع الاحتلال الاسرائيلي مهما كلفها الامر.
المهم، لو فهم احد كيف يكون العجوز مع الفلسطينيين وضد المسلمين والعرب وليس مع اسرائيل ومع الحرب على داعش وضد الاسد وليس مع الحرب عليه، فليبلغني لاني لم افهم!.
**
بالتعريج على احلام وترامب وكثر من المتصدرين لواجهات كل التلفزيونات تحت مناصب ومسميات لها علاقة بالحياة العامة، اتذكر قبل عام تقريبا سمعت جملة هامة من صديق جميل عن اهمية إيجاد طائرة تتسع للنخب نضعهم فيها ونلقي بهم في اقرب بحر او محيط ليعود الينا رشدنا.
ها انا اليوم اعيد المطالبة بذات الطائرة.. خصوصا ونحن لم نشفى بعد من “جنون الملكة” وكل من يدعون الالوهية والملك !
*كاتبة من الأردن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى