قلق تثير قلقا حقيقيا / رقية غرايبة

قلق تثير قلقا حقيقيا
رقية غرايبة

الحقيقة التي آن الآوان أن ندركها وأن نكون على وعي بكل أبعادها أن شبابنا وأطفالنا يقفون على حافة الهاوية

فمما لا شك فيه بأن القائمين على الحفل يتحملون مسؤولية كبيرة لتوفيرهم بيئة سيئة تسارع في نمو الطفيليات والديدان إلا أن هذا الحفل أخرج وأظهر حقيقة مكنونات شبابنا من ضياع وبعد عن المبادئ والأخلاق والدين والفكر ، فهذا واقع كنا نغمض أعيننا عنه وهذه الحقيقة التي كنا نضع أمامها رؤوسنا في الرمال كي لا نرى وجهها الحقيقي بل كنا نقوم بتزييف الحقيقة والواقع بأقنعة زائفة وتبريرات ودعوات قائمة على الجهل والهروب واللامبالاة

فمن المسئول ؟؟؟؟؟؟

كلنا يتحمل المسؤولية حكومة وشعبا ومؤسسات وأفراد وآباء وأمهات ……

كم نحن بحاجة الى مؤسسة تبادر في وضع حلول جذرية وخطة عملية في جميع الاتجاهات لإنقاذ شبابنا من الضياع الذي يعانون منه الذي ظهرت صورته الحقيقية في الحفل المشئوم

وما هي الحيلة التي بيدنا نحن الأفراد ؟ وماذا نستطيع ان نقدم ؟

فمن الأسباب القوية التي كانت سببا في جرف أبنائنا نحو الهاوية ويدركها كل واحد فينا والتي كانت تصرفات الجهلة في الحفل تمثل الانعكاس الحقيقي لإدمانهم عليه هو هذا الانفتاح الواسع الذي توفره وسائل التكنولوجيا الحديثة التي اصبحت فيه المواقع الإباحية متاحة لكل أحد فأي طفل يستطيع الآن ان يصل لهذه المواقع بكل سهولة مع غياب القدوة الصالحة والتربية الصحيحة من الأهل والمجتمع والحكومة ……..

فالأهل حتى لو كانوا صالحين وبذلوا كل جهدهم في تربية أبنائهم تربية صحيحة – و مسؤولية تربية الأبناء مسؤولية سيسأل عنها الأهل أمام الله عز وجل – ، الا أن الحقيقه أنه من الصعب حماية أبنائهم من هذا الوحل الجارف بدون بيئة صالحة ومجتمع صالح

ولله الحمد عندنا في بلدنا وجامعاتنا طاقات ومواهب مبدعة من شبابنا غير مستغلة ولا موجهة فهم يملكون القدرة على تصميم برامج وألعاب مسلية ومثيرة وبنفس الوقت تكون موجهة بحيث تعمل على زرع الأخلاق والمبادئ والفكر الصحيح والوعي والدين من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة

وأيضا من المؤكد انه عندنا شباب قادرون على تصميم برمجية تمكن الأهل من حجب كل المواقع السيئة عن أجهزة وهواتف أبنائهم ( فمن يستطيع عمل هكر او قرصنة يستطيع تصميم هذه البرمجية فنحن للأسف الآن فاقدون للأمل في أن تقوم المؤسسات الحكومية بهذه الخطوة )

هؤلاء الشباب الذين يبادرون الى تصميم هذه البرامج والألعاب والبرمجيات يكونون هم المصلحون وقادة الفكر الصحيح والوعي ، ونرجو ان يكون لهم الأجر والثواب العظيم عند الله عز وجل لأنهم سيكونون سببا في سعادة وصلاح ونجاة شباب وأطفال الأمة

فليس من المعقول ان نغرق أبنائنا وسط البحر بدون قارب نجاة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى