حكومات نكرهها وتكرهنا / علي السنيد

حكومات نكرهها وتكرهنا

ها انا ذا على اعتاب الخمسين، وقد تمنيت ومنذ ان وعيت على هذه الدنيا ان لو جاءت حكومة تعتز بالبعد الوطني للاردن، او تمثل احلامنا وتطلعاتنا الوطنية، وان نمحضها الحب نظير ذلك.

او ان نجد ان رئيسها بمثابة الاخ للناس يحرص على توفير حياة كريمة لهم ، وان وزراء حكومته قريبون من نبض الشارع، ومن الهم الوطني، ويلاحقون التحديات والصعاب القابعة في وجوه الاردنيين كي يذللونها، وانهم يسعون حقاً نحو حياة كريمة لمواطنيهم.

تمنيت من كل قلبي لو وجدت حكومة تحترم الشعور الوطني للاردنيين، او تتخذ من القرارات ما يطمئننا على المستقبل، او يدفع الى تنامي الامل في حياتنا العامة، وكان دائما يتملكني المقت مع كل تشكيل حكومي جديد، وكأننا كتب علينا في الاردن الحكومات التي نكرهها وتكرهنا.

وتأتي الحكومات، وتعقبها الحكومات، ويمر الوزراء خلف الوزراء تترا، وتزداد المرارة في قلب كل اردني، ونادرا ما ان ترك مسؤول اثرا طيبا لدى الناس، حيث يأتون محملين بالضرائب والرسوم ورفع الاسعار والهاب معيشة المواطن الاردني الغلبان، وتعمد استفزازه في مشاعره الوطنية، فيحدث ان يطعن الشعب في كرامته الوطنية دون الاكتراث به من وزراء غلاظ جلاف، وتكون سياسة الحكومات الثابتة في الاقتراب والالتقاء مع الصهاينة مهما ادى ذلك الى التباعد والتباغض مع الشعب الاردني الصادق في عدائه للمحتل الصهيوني. ولا يجد رئيس- وهو الذي يطلق عليه صاحب السيادة- أي ضير في تهريب منتهك السيادة الوطنية وقاتل الاردنيين.

تمنيت ولو لمرة واحدة ان اشعر بالارتياح مع اخبار التشكيل الحكومي، وان ارى صورة وطني وفقراءه في محيا الرئيس ووزرائه، وان ارى الهم الشعبي هم الحكومة ، وان يتملكني الاحساس بحرص الرئيس ومخاوفه ولهفته لتطوير حياة الناس البسطاء، وكيفية تدبيرهم للقمة العيش، وان تكون القرارات الحكومية رحيمة، وتستهدف النهوض بالواقع الشعبي، وتنمية حواضر الوطن وبواديه.

وكان بودي لو استطيع ان احب رئيس الحكومة، وارى فيه صورة المحب لوطنه وشعبه، وان اشيد به، واعتز بادائه، وما تركه في حياة الاردنيين.

تمنيت قرارا يكون لصالح الفقراء في وطني، او سياسة حكيمة تدفع الاردنيين نحو غد افضل. تمنيت ابوابا مفتوحة في وجه الاردنيين ومكاتب رسمية تعمل على خدمتهم بتوجيه مباشر من دولة الرئيس ورقابة مستمرة منه لتثبيت سياسة الانفتاح على المواطن، وان تمتلئ وجوه الوزراء والمدراء بالطيبة والبشر عند أي انجاز لصالح المواطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى