ماذا سنقدم للشعب العربي الفلسطيني؟

ماذا سنقدم للشعب العربي الفلسطيني؟
م . عبد الكريم أبو زنيمة

لم يعاني شعب تحت الاحتلال كما عانى ويعاني شعبنا العربي الفلسطيني فقد قدّم من التضحيات ما لم يقدمه أي شعبٍ آخر على مرّ التاريخ، هذا الشعب العظيم المُحاصر داخلياً وخارجياً ما زال يسطر من المعجزات النضالية ما تعجز عنه دول، فبالرغم من الحصار المطبق عليه والتآمر الدوليّ على قضيته العادلة والجرائم والمجازر التي ترتكبها دويلة الاحتلال الصهيونيّ فأنَّه لا زال وسيبقى متمسكاً بكافة حقوقه وثوابته الوطنية.
قلة من الدول لا زالت تُقدم الدعم المادي والعسكري للشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة للاحتلال، هذه الفصائل التي حولت خردوات الحديد إلى أسلحة فتاكة وفرضت على جيش الاحتلال معادلات ردع وكسرت هيبته وجبروته بالرغم من امتلاكه آلة عسكرية متطورة ومتفوقة على جيوش الدول العربية ويصنف جيشه الرابع عالميًا.
المطلوب اليوم فلسطينيًا وأمام المؤامرة المتمثلة بصفقة القرن لتصفية قضيته إنهاء الانقسام الداخلي وحل الخلافات السياسية والاجتماعية وتشكيل مرجعية وطنية عليا تعيد بناء الوحدة الفلسطينية وتجري الانتخابات على أساس قانون الانتخاب النسبي بما يمّكن كافة القوى الفلسطينية المشاركة في إدارة هذا الصراع ووقف كافة أشكال المفاوضات تحت سقف أوسلو ووقف التنسيق الأمني وإلى الأبد وسحب الاعتراف بدويلة الكيان الصهيوني، كذلك تعيد بناء الاقتصاد الفلسطيني بعيداً عن اقتصاد دولة الاحتلال على أساس الإنتاج الوطني وتطوير الصناعات المتوسطة والصغيرة.
غالبية الدول العربية التي قمعت شعوبها وجوعتها ونهبت ثرواتها وعلى مدار عقود من عمر الصراع العربي الإسرائيلي هي اليوم من تهرول للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتنسج معه تحالفات عسكرية لتحرف بوصلة النضال نحو عدوٍ وهمي، اليوم افتُضحت حقيقة جوهر وجودهم كدول وظيفية لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة، هذه الدول هي من تعبث بالقضية الفلسطينية وتتماهى مع صفقة القرن وهم أكثر حصاراً وضغطاً على الشعب الفلسطيني للتخلي عن حقوقه وثوابته الوطنية.
أمام هذه التحديات على الشعب العربي تقديم كافة أشكال الدعم لأشقائهم الفلسطينيين المالي والمعنوي بكافة أشكاله، فحجم الدعم مهما كان صغيراً فأنه يسهم في تعزيز صمودهم ونضالهم وتصديهم للأطماع الصهيونية في تهويد أرض الأنبياء ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أحوج ما يحتاجه أشقائنا اليوم هو الدعم المالي، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا في حديثه الشريف “من جهّز غازياً في سبيل الله فقد غزا” فهل هناك جهاد أعظم من الجهاد في سبيل تحرير أرض الأنبياء ومسرى رسولنا الكريم! أقل ما يمكننا تقديمه لهم في يوم التضامن معهم هو تنظيم حملة تبرعات مالية دائمة ما دام الصراع قائمًا حتى التحرير الكامل، اليوم على الشعوب العربية أن تكون أكثر سخاءاً من الصهاينة المنتشرين في كافة أصقاع الارض والذين يغدقون الأموال دعماً لدويلة الكيان الصهيوني، فلسطين ليست قضية للفلسطينيين وحدهم وإنَّما هي قضية العرب جميعاً، مسلمين ومسيحيين، على الشعوب العربية اليوم أن تتصدى لكافة المؤامرات الصهيونية التي يتماهى معها النظام الرسمي العربي من ندواتٍ وورش عملٍ وتحالفات، وعلى الأحزاب السياسية العربية والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني وكافة القوى الوطنية أن تتصدى وبحزم لكافة أشكال التطبيع التي تتسارع وتيرتها في أكثر من عاصمة عربية، هذه العواصم هي من تفتح أبوابها لقادة دويلة الكيان الصهيوني وتغلقها أمام قادة حركات المقاومة وتعتقلهم، و هي من تلصق بهم تهم الإرهاب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى