عمان / أسماء البسطامي

عمان
بكل شوق الدنيا ،،، أسير في مدينتي الحبيبة عمان
بكل حب غامر ، وأنفاسٌ زُفرت بعيداً عنها ،،، وكأنها كانت هباء ، فلا شيئ عندي يعادل أنسام الوطن
أعود اليها محمّلة بتوقٍ وحنين قارب المرض وتعداه .
فأجدُ أهل بلدي ،،، قد غادروها كما تغادر الروح الجسد ، يسيرون حولي وكأن على رؤسهم الطير
تأخذني الحيرة وأنا أنظر اليهم وأبحث عن سعادتي بوجوههم ،
– ألستم سعداء يا سكان الوطن ، يا إخوة التراب الواحد ، ما لكم والوجوم يملأ وجوهكم الجميلة ، تلك الوجوه لي فيها قرابة ونسب ، ونظرات حب مشترك أقسمنا عليه ونحن نقف سوية في طابور المدرسة .
ما بالكم يا أحبتي ، أنا أشتقت لكم وما بارح خيالكم خيالي ، يا من تسكنون بيتي وساحتي وحدود قلبي ، ماذا فعلت بكم الدنيا !!!
ألا يكفي أنكم تسيرون على تراب العمر ، الذي لا يضاهيه موطئ قدم ،،،،، ربما أكون قد دست تراب الأرض في كل بلد ،،،، إلا أن غبارًا لا تشعروه تحت نعالكم يساوي عندي كل شيئ .
في عمان الحبيبة تركت روحي معلّقة على جدار عتيق ،،، في حديقة غير منسقّة ،،، تحت ” دالية دبقة ” وحول سُوَر الياسمين ،،،،
في شوارع وميادين تحيطها مساجد وكنائس عريقة ،،،، وأحياء بلدي التي تضج حياه
في أزقة أذابت سنوات عمري جيئة وذهاب ،،،،،، حتى كان الذهاب الطويل
ومنه أعود دوماً بلهفة أبحث عن روحي التي أبت ان ترافقني الى الغربة. وآثرت البقاء حيث سعُدت
يؤلمني ما أراه حولي من عبث
يوجع قلبي أكثر،، !! كلمات سمعتها تتناثر بالقرف من البلد
من السخط والكره والكمد
ثم التذمر بلا حدود من كل شيئ ،،،، حتى من أنفسهم
،،، من تكدس المرور الى منخفضات الصيف ، وحوادث الطرق ، والغلاء ، وعقوق الأولاد وهجر الأحبة ، ونكد الزوجة ،،، وأكثرها ألماً كره الوطن ولومه على ضيق العيش ، وتمني الرحيل حيث الثروات تنتظرهم بعيدا عن هنا مهلاً ، مهلاً ،،،، نحن لا نعيش الا هنا ، وليس لنا ‘ ضمة ولا عناق ‘ حقيقي الا هنا
صدقوني ، كل شبرٍ في هذا الوطن لنا فيه قصة
كل لحظة عمر كانت لنا عمرا
كل نسمة هواء في زحمة المرور عبرة
كل ضيق مررنا به لا يتم له فرٓجاً الا هنا
لا تتمسكوا بالأكذوبة الكبرى ” الظروف ” فنحن من نصنعها ونعيش بها ونعاني منها
هذه بلدنا ،،، كيفما كانت ،،،، حضنتنا صغاراً ولا يمكن ان تفرِّط بِنَا ،،،، فقط أحبوها كي تبادلكم حبا
تغزلوا بها كي تقر عينها ،، وتحيا بِنَا ومعنا
أعطوها حباً بلا ثمن ،،، بلا شرط ولا رهن ،،،،
تنفسوا ريح ترابها ، وأريج ياسمينها ،ونسمات ليالي صيفها ، ورائحة مطر أيلولها ،، فوالله ،،،،((، رائحة شجر التين تعيدكم الى سنوات الأمل بلمحة بصر))
نحن أصحاب هذا البلد ، نحن من سكناه وسكننا ، نحن من ملئناه حياة فوق الارض ، وشهادة وكرامة تحت الأرض ، هذا هو الوطن ولا سواه ،،،، لا تكثروا الشكوى ، ولا تنتظروا بديلا ،،،، فليس هناك بديلا عن الجنة

# أسماء يوسف البسطامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى