والدة ريجيني .. المعتقلون في مصر قضيتي

سواليف
عندما أصبح تبادل المعلومات بين المحققين المصريين و المحققين الإيطاليين، حول قضية مقتل جوليو ريجيني، مجرد خدعة، لأن الجانب المصري أظهر نيته الصريحة، حكومة ماتيو رينزي الإيطالية قررت سحب سفيرها في القاهرة. كان من المفترض أن يعرب القرار عن غضب روما لكن سرعان ما انتهى في لا شيء. الديبلوماسي الإيطالي عوض بعد أيام قليلة بديبلوماسي آخر و الاستدعاء تحول إلى عملية سياسية داخلية لا علاقة لها بالغضب ضد مصر. لا توجد أي مبررات تمنع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من التعاون مع إيطاليا، حليفه الاقتصادي الأول في الاتحاد الأوروبي. إيطاليا استدعت السفير لإجبار مصر للتعاون تفاديا لعواقب أكثر سلبية. الكل كان ينتظر تدخل السيسي لحل الأزمة فبل دفع ثمن غالي في العلاقات الدولية مع أوروبا. لكن لم يكن هناك أي تدخل من طرف الرئيس المصري و لم يتغير شيء في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. و الآن وزارة الخارجية الايطالية عينت سفير جديد، الذي سيطلب رضا السيسي. تتداول الأخبار عن تبادل بعض المعلومات بين النيابتين لكن مع الأسف الوثائق التي وصلت حتى الآن إلى روما لا تحتوي على أي معلومة واقعية. و لا يجد أثر عن الإجراءات السياسية من طرف الحكومة الايطالية ضد مصر. كيف حدث ذلك؟

والدة جوليو، باولا ديفيندي ريجيني، تطلق نداء: «كل من يعرف أو رأى أو سمع ما حدث لجوليو في تلك الأيام الثمانية الرهيبة فليتكلم».

سيدة ريجيني، في هذه الشهور شاهدنا تحقيقات غير شفافة و عدت محاولات تضليل من طرف الدولة المصرية مع منع المحققين الإيطاليين من القيام بمهامهم للوصول إلى الحقيقة. ما هو رأيكم؟

«انا لست خبيرة في السياسة المصرية، اكتشفت أمور كثيرة الآن فقط، لأن مصير الحياة أدى بي إلى تتبع التحقيقات في قضية مقتل جوليو و كل ما يتعلق بها. كلمة التضليل أصبحت الآن من مفردات الأسرة. منذ إبلاغنا من طرف السفير ماوريزيو مساري عن اختفاء جوليو كنا نتوقع حدوث أمور أخرى اسوء. اختفاء و تعذيب و قتل جوليو ربما يدل عن جهاز كبير و متحول،لا يتوقف أبدا و لا يظهر جزء محدد. ونحن نرى دائما أبعد. بالنسبة لي هذا هو أصل عمليات التضليل. وأود أن يتوقف كل شيء وله صورة محددة و واضحة. للوصول إلى الحقيقة: لماذا فعل كل هذا الشر لجوليو؟ من الذي سمح بذلك؟ ما كانوا يعتقدونه؟ لماذا لم يتوقفوا؟ بمن إلتقى قبل وأثناء وقت الشر؟ ما كان يفكر به؟ لماذا لم يحللوا أنه أجنبي، وأنه سوف تكون هناك تداعيات سياسية ودبلوماسية؟ من بين العديد من الأدلة الكاذبة أنا أتذكر دائما الإناء الفضي و وثائق جوليو الموضوعت فوقه مع متعلقات أخرى لا صلة لها بابني. ويبدو لي كانه مشهد مسرحي، والوثائق هي من الممثلين و ربما تكلمنا. قد أضفت اشياء في ذالك المشهد لإساءة سمعت إبني و ابعاد الأنظار عن المجرمين الحققيين».

هل حسستم أنت و زوجك بالإهانة في هذه القضية؟

«ربما قد تم التقليل من اصرارنا في البحث عن الحقيقة لابننا. ولكن لدينا الكثير من الناس الذين يدعموننا ويدعوننا أن لا نستسلم لليأس. من الذي قتله, في نهاية المطاف؟ تحت أوامر من؟ من الذي يخفي الحقيقة؟ ولذلك فمن المهم أن نعمل جميعا معا. ليس فقط عبر المطالبة، ولكن أيضا بتقديم الحقيقة: المنصة التي أنشأتها ايسبريسو فرصة ممتازة. أي شخص يعرف، أو رأى أو سمع ما حدث لجوليو في تلك الأيام الثمانية الرهيبة، فليدلي به. يمكنه الآن القيام بذلك مع ضمان أقصى السرية. نحن في حاجة إلى الحقيقة، إذا كنا نريد العدالة، وليس فقط لجوليو لكن لجميع المصريين الذين يرون حققهم الانسانية تنتهك».

من الذي لم يقم بواجبه؟

«هذا لا يمكننا معرفته بعد. ربما هناك أناس يعرفون شيئا ولا يتحدثون خوفا؟ ربما نحتاج إلى العديد من القطع، وكثير من الحقائق الصغيرة، لإيجاد حقيقة واحدة كبيرة: لماذا؟ من الذي اختطف و عذب جوليو؟».

ما تقوم به الحكومة الإيطالية؟

«أود أن تبين للرآي العام سبب تعيين السفير الجديد و أن تضمن اصرارها على عدم إرساله من جديد إلى مصر. حتى نعرف الحقيقة و نحصل على العدالة. اتخاذ جميع التدابير السياسية والدبلوماسية أمر لازم في حالة عدم الاستجابة أو تحول الأكاذيب الى حقائق لإغلاق القضية ».

ما الذي يمكن فعله للحصول على الحقيقة؟

«علينا أن نتحرك إلى الأمام و نبني سياسيا ودبلوماسيا الشروط للتعاون الفعلي للنيابة المصرية مع النيابة الايطالية التي نوليها اقصى قدر من الثقة. تاريخنا يتشارك الآن العلاقات والأحداث العالمية، المطلوب من مصر التضامن، و ليس المواجهة ».

ما هو إعتقادكم في هذه القضية المحزنة التي تعرض فيها جوليو للتعذيب و القتل؟

«كثيرا ما تساءلت إذا كنا ننتظر جوليو، أو شخص مثله، لكشف وضع انتهاك حقوق الإنسان في مصر، الذي كان الرأي العام، وأود أن أقول العالمي، يعرف القليل أو لا شيء عنه».

أصبح جوليو رمزا للعدالة المعدومة و حقوق الإنسان المنتهكة.

«قد برزت بقوة الصورة الرمزية لجوليو. فمن جهة هذا يجعلني فخورة، من جهة أخرى، مع الألم الهائل، أعتقد أنه قد دفع ثمنا باهظا. لا ينبغي لأي أحد أن يعاني ما عان جوليو، ولو حتى جزء صغير. لم يكن موجود في مصر لأسباب سياسية و لكن للقيام بدراسة بحثية. أنا على علم بأن الكثير من الناس في مصر يتوكلون على الاهتمام الذي أثار قتله، باعتباره فرصة لكي يعرف العالم ظروفهم المعيشية وخاصة مدى صعوبة التعبير بحرية عن الأفكار والآراء».

الكثير ممن تقربوا في مصر إلى مأساة جوليو دفعوا ثمن بحثهم عن الحقيقة.

«إننا نشهد تكثيف عدد الأشخاص الذين يعانون إجراءات مباشرة، منها التخويف و منها السجن، لكونهم مهتمين بقضية جوليو. دعونا نحاول ذكرالحالات التي نحن على علم بها: مالك عدلي المحامي الحقوقي الذي كان يريد رؤية جوليو في المشرحة يوم 4 فبراير، الصحفي عمرو بدر الذي تولى القضية، أحمد عبد الله، رئيس الجنة المصرية للحقوق والحريات و هو في السجن منذ25 ابريل في الحبس الاحتياطي. قد تم تمديده في الجلسة الأخيرة يوم 21 مايو لمدة أسبوعين. مينا ثابت، مدير الأقليات والفئات المهمشة من نفس المنظمة (مستشار لنا في القاهرة)، وأخيرا مدير وكالة رويترز في القاهرة».

لهذا أطلقتم النداء؟

«نعم، إلى القنصليات والصحافة والمنظمات غير الحكومية لكي لا يشعروا بالضغط ويستمروا في مراقبة ما يحدث في مصر. الحقيقة لجوليو المطالبة الآن من المجتمع المدني العالمي لا تتعلق فقط بعائلتنا ولكن أصبحت من المطلب الذي لا مفر منه من أجل العدالة والحرية للشعب المصري. جوليو أحبه وعلمنا أن نقدره».

هافينغتون بوست

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى