نظرة على يوم إضراب الاْردن/ م. رائد الخطيب

نظرة على يوم إضراب الاْردن

إن استخدام الحكومة للأدوات القديمة للتعامل مع الشعب، سيؤدي إلى عواقب وخيمة، وهذه المرة ستكون عاجلة لا آجلة. فدائما كانت المراهنة تتم على عدة مسائل، أهمها:
الأولى عدم قدرة الشعب على المبادرة، لكن ما حدث مؤخرا كسر سقف التوقعات وذهب الشعب إلى خيار المبادرة المباشرة.
الثانية، الذاكرة المثقوبة للشعب، فهو لا يفتأ ينسى القضية الأولى في حال تم إدخاله في قضية ثانية. هذا صحيح في حال كانت القضايا ثانوية أو عرضية، لكن ليس كقضية أساسية ينام المواطن ويصحو على ذكرها. لذا فالذاكرة تجاه هذه القضية هي ذاكرة تراكمية وقادرة على الانتقال دفعة واحدة إلى طور الفعل.
الثالثة، الكتلة البشرية الصغيرة. تاريخيا كانت الحركة الإسلامية في الأردن هي القادرة على حشد كتلة جماهيرية كبيرة، وغالبا كانت تتم في قضايا ذات بعد ديني، نتيجة لحالة الحماس التي يمكن أن يتمثلها المتدين تجاه قضاياه على المستوى الوجداني.
وقد كان أحد رهانات الحكومة هو عدم قدرة أي جهة خارج الحركة الإسلامية لحشد كتلة جماهيرية كبيرة، لذا دام التحالف بينهما لفترة طويلة.
لكن ما حدث مؤخرا، كسر سقف التوقعات، واحتشد الناس يوم الإضراب بأعداد كبيرة، نتيجة للضرر الكبير الذي وقع عليهم، فالعقد الاجتماعي بينهم وبين الحكومة، والقائم في جوهره على أساس اقتصادي، يتعرض لعملية تدمير منهجية من قبل الحكومة، لذا ستكون الأعداد في المرات القادمة أكبر بكثير.
لذا، من الحكمة بمكان أن تغير الحكومة من أدوات تعاملها مع هذا الحدث، والذهاب في خيار تفاعلي مع من أنهكوا في معيشهم اليومي، لكثرة القرارات الحكومية غير الحكيمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى