اوقفوا سيل التصريحات الكورونية انها سيل من طعم التكسب

اوقفوا سيل التصريحات الكورونية انها سيل من طعم التكسب
نصر شفيق بطاينه

بعد دخول جائحة كورونا الاردن واصبحت امرا واقعا من الطبيعي ان تتجه الانظار الى وزارة الصحة واطبائها للحديث عن الفيروس واثاره وكيفية الوقاية منه , في البداية كان قلة من الاطباء الذين كانوا يتحدثون عن الفيروس منهم وزير الصحة السابق والناطق الاعلامي للجنة الاوبئة ثم مدير لجنة الاوبئة في الشمال وكانوا يتنقلون من محطة تلفزيونية الى اخرى ويتبادلون الادوار في البرامج الحوارية على المحطات التلفزيونية الثلاث مثل برنامج المناوبة كل يوم واحد مناوب في محطة يتحدث عن الكورونا ناهيك عن الاخبار اليومية تبدأ من اخبار السابعة حتى الثامنة مرورا بالسابعة والنصف بالإضافة الى المؤتمر الصحفي اليومي فأصبحنا ننام على كورونا ونصحى على كورونا حتى نشفوا دمنا ونشفوا جيوبنا من النقود اثناء فرض حظر التجول وعلى أمل ان ينشف الفيروس ويموت ولكن الفيروس اللعين ابى الموت ودقر رجليه بالحيط وقال مش طالع وضحك علينا حيث خرج من الباب ودخل من الشباك حيث تسلل من مناطق غير مغطية بالدفاع اللازم بعد ما اعتقدنا اننا فزنا عليه بالضربة القاضية .
بعد عملية التسلل زاد عدد الاطباء المشاركين في البرامج الحوارية وعلى نشرات الاخبار وعلى صفحات الفيسبوك واكتشفنا انه عندنا خبراء في الفيروس يا ما وكيفية التعامل معه واخذ بعضهم مع الحكومة يحذر من الموجة الثانية في شهر ايلول وهو الذي حصل وان عدد الاصابات سوف تصل الى ثلاثة الاف ثم خمسة الاف اذا كنا محظوظين ( بدي بس اعرف كيف عرفوا انه بده ينتشر الفيروس بشهر ايلول ويصل الى ارقام كبيرة علما انه الفيروس غير مسبوق ؟؟!! ) وبعد ان وصل العدد الى خمسة الاف بشرنا الاطباء ان عدد الاصابات قد يصل الى ثمانية او عشرة الاف , في هذه الاثناء زادت دائرة عدد الاطباء المشاركين في محاربة الفيروس على محطات التلفزيون وعلى الفيسبوك وعلى تويتر وغيره وكل يدلي بدلوه والمواطن يتلقى هذا السيل من المعلومات والتحليلات والتوقعات ولا يبدي حراكا وكل ما يتمناه ان يلطف الله به وبما تبقى في جيبه من نقود او البعض يحافظ على وظيفته او يستعيدها ان امكن للذين فقدوها وكل ذلك والفيروس مصر على عدم النشفان او الموت .
جاء التعديل الوزاري واصبح الناطق الاعلامي وزيرا للصحة ثم تعيين مدير اوبئة الشمال امينا عاما في وزارة الصحة , يا للهول ما الذي حدث ؟! أين انا ؟؟ تساءل باقي الاطباء الذين كانوا نجوما في التحليل والتوقع , فأخذ البعض يناكف وينتقد اجراءات الحظر والوقاية الصحية الامر الذي حدا بالحكومة الى جمعهم ووضعهم في لجان طبية حتى يشاركوا في المسؤولية وضمان سكوتهم , هذا ما حدث لأطباء الصف الاول وانتقلت العدوى الى اطباء الصف الثاني والثالث وربما الرابع لا ادري والكل يقترح ويصرح ويفتي من عنده ويبدوا واضحا بما لا يدعوا مجالا للشك ان البعض يناكف ويفتي طمعا في منصب ومكسب وواجه المواطن فوضى التصريحات اليومية والمتضاربة منهم من يبث الامل ومنهم من يبث الالم ولا ندري مع اي جهة نقف … .
المحطات التلفزيونية وجدت في فيروس الكورونا موضوعا يشغل وقتها ويغطي برامجها الحوارية واصبحت محطاتنا الفضائية مثل محطة الجزيرة ما تصدق عن الله يحدث حادث في انحاء العالم الا وتستنفر وهات يا مقابلات اشي في الاستديو الداخلي اشي على التلفون اشي على السكايب واشي في الاستديو في مكان الحدث واشي برة الاستديو بستنى دوره في التحليل واشي بالسيارة على الطريق يعاني ازمة السير وغيره عدا عن تقارير المندوبين , واخذت محطاتنا تتوسع في المقابلات الطبية مع اطباء مع الاحترام للجميع قد يفهموا في موضوع الفيروس وقد لا يفهموا كمواطنين لا نستطيع التقرير واخذت تلاحقهم حتى يوم الجمعة لم يسلموا من المقابلات عبر سكايب وجماعته الامر الذي قد اضطر بعض الاطباء اجراء بعض التحسينات على غرفة الضيوف او الصالون لإيجاد خلفية مناسبة للصورة تستر الوجه , لكن اللافت للنظر ان عدد الاطباء المشاركين في التحليل والتنظير والتوقع قد زاد اضعافا الامر الذي يبدو كما اسلفت طمعا في موقع او منصب .
ومما قد يدل على ذلك اي طمع الاطباء وايجاد لمحطات التلفزة موضوعا للبحث والنقاش وتغطية وقت البرامج , قبل اكثر من اسبوع وعلى احدى المحطات الفضائية ولا بد ان كثيرا من المواطنين شاهدوا ذلك وفي سياق النشرة الاخبارية الرئيسية وبعد قراءة بيان وزارة الصحة اليومي ومجمل الاصابات والاجراءات وتعليقا على ذلك اتصلت المذيعة بأحد الاطباء وطلبت رأيه وكان شابا وطبيب اسرة حسبما ظهر على الشاشة وادلى بدلوه , ثم اتصلت بعدها مع طبيبا شابا اخر واعتقد انه كان طبيب جلدية وادلى بدلوه ثم اتصلت بطبيب ثالث اخر لا اذكر تخصصه وادل بدلوه ثم قالت بالحرف واستكمالا لموضوعنا اي موضوع البيان وموضوع حديث الاطباء الثلاث نستضيف معنا في الاستديو الطبيب فلان ولا اذكر اسمه اختصاصي كذا وكذا اي المذيعة اتصلت بثلاثة اطباء خلال دقائق ثم استضافت الرابع في الاستديو …..الحقيقة انا ما اعر فتش شو اللي صار معي هو ارتفع الضغط هو انخفض المهم انه حالة من عدم الاستقرار الجوي انتابتني تخللها البرق والرعد ولا اعرف الامطار اين هطلت ….
يا جماعة الخير في وسائل الاعلام المختلفة اذكروا الله اتخمنا معلومات انهد حيلنا صار معنا اكتئاب وحفظنا درس الكورونا جيدا ولو انه عن بعد وصرنا نتحدث في المجالس وننظر ( بالتشديد ) على بعض ونحلل ونستنج ونقترح بعض اجراءات الوقاية ,لأ كله كوم وطلعلنا شو ؟! المحطات الاذاعية الصباحية بتعمل مقابلات تلفونية او في الاستديو وكأن المذيع لم يسمع تصريحات الاطباء فى الليلة السابقة فيحدث ان ينهي وزير الصحة او غيره مقابلة تلفزيونية ليلا وحتى يصل بيته وينام اكيد بعد منتصف الليل وما ان يصل مكتبه صباحا واذا هو مطلوب لإحدى المحطات الاذاعية الصباحية لإجراء مقابلة طبية عن الفيروس واحواله …طيب يا صديقي المذيع الليلة السابقة كان صاحبنا على التلفزيون ومباشرة ذهب الى بيته فماذا استجد الآن ليصرح به ؟!
طبعا الاسئلة التي تطرح على جميع الاطباء وفي جميع المقابلات أكثر من 70% منها مكررة وبتحم البال ويحاول المذيع التذاكي والفلسفة وكأنه يريد الخروج بسبق صحفي يرفع اسهمه ولا اظنه كذلك . .
مثال على ذلك ايضا سؤال عن اللقاح وموعد وصول اللقاح وتفاصيله والفئات المستهدفة اجيب عليه اكثر من …..مرة صدقوني سيبقى يطرح هذا السؤال حتى يصل اللقاح على باب الدار لأ حتى يفوت بالكوارة …. .
في الختام نداء الى المحطات التلفزيونية فقط ارحمونا وخفوا عنا من كثرة المقابلات صرنا نبحث عن توم وجيري نخفف توترنا وخفوا عن وزير الصحة وربعه وراهم مسؤوليات بيتية , وغيبوهم عدة ايام حتى يأتوا بجديد , والى وزارة الصحة تعيين اثنين مسموح لهم بالتصريح فقط قد يكون الوزير ومدير الاوبئة وعلى الباقي ان يصمت حتى نستوعب ما يجري ونركز مع جهة رسمية واحدة …..
والشيء بالشيء يذكر اريد ان استذكر ما حصل قبل استقالة الحكومة السابقة واثبات موعد الانتخابات اكتشفنا نحن المواطنين ان لدينا من خبراء الدستور والقانون ما يوزع على العالم العربي على الاقل والكل يتوقع حل او عدم حل الحكومة قبل 27 | 9 واجراء الانتخابات وما هي الخيارات الدستورية في يد الملك او الحكومة لذلك الامر وكأن الملك او الحكومة ليس لديهم من القانونيين او على الاقل ديوان التشريع لاستشاراتهم في ذلك الامر طبعا الموضوع كان يتعلق بوسائل الاعلام المختلفة التي اوجدت هذا اللغط من كثرة طرحها سؤال الخيارات الدستورية على خلق الله ليصبح احدهم نجما وخبيرا دستوريا علما ان كلام جلالة الملك كان واضحا منذ اكثر من ستة اشهر بإجراء الانتخابات النيابية والامر منوط بالحالة الوبائية واتخاذ الاجراءات الصحية الوقائية وهذا الكلام وصل الى رحمة امي وفهمته من اول مرة ….الامر الذي استفز احد المسؤولين السابقين واطلق مصطلح وعاظ السلاطين … سامحكم الله , وقد عتبت عليه لأنه قال سامحكم الله

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى