هروب عنترة / د. منصور عياصرة

نشرت أحد الفاضلات على الفيس تقول إنها قرأت أن عنترة هرب خوفا من ثور هائج فقالوا له كيف تهرب من الثور و أنت عنترة!!؟ فرد على الفور وهل يدري الثور أني عنترة!!؟ فكتبت الرد الآتي:
أعتقد أن عنترة هذا منتج جديد لا يأكل إلا البرجر والبيتزا ويسهر حتى الشمس لمشاهدة المونديال ، وكوبا أمريكا. نسي عبلة وأحيانا يبعث لها لايكا وإعجابا، وأحايين ينساها لمتابعة لابسات الجينز . هو لايشرب من نبع الصحراء الصافي. ويفضل الكولا .وفي الأيام الأخيرة صار يشتكي من سيفه الثقيل .، ويقول الموبايل وعلبة الدخان ومفتاح السيارة وبطاقات السيارة، والصراف الآلي والهوية الشخصية الإقليمية، كل ذلك أثقل كاهلي فلم يعد للسيف مكان .أدْبَرَهُ حصانُه فعقره واشترى ( جيب، صار يصحو عصرا متثاقلا لا يحب الصحراء ولا القنيص ، يكره الفرسان ويبحث عن الشلة ، يحب الكافيار والكوكا والكاكا والكافيئين والكرة، و جيجي وكوكو و فيفي وسوسو ونونو ، ولا يطيق عبلة بل ويكره حرف العين فهو صوت التيس و الغنم وهو أصلا لا يحب لحم الغنم لكنه يحب الشاورما ، ويحب المنسف على جاج، صار مؤخرا يكره لونه الأسمر الجميل، ويميل نحو البيض و البيضاوات ، ينفر من سمرة عبلة الشهية ويبحث عن الشقراوات ، لا يحب لبس الثوب العربي فهو يعيق الحركة فيضطر إلى لبس البرمودا و أحيانا جزرة وأحيانا جينز مثقب عند الفخذين أو على الأقل كاحت ، لا يحب الصحراء لا المدينة ولا القدس فقد كرهها لكثرة ما تردد عليها في رحلة الشتاء والصيف ، بل صار يكره هذه الرحلات ويحب اسطنبول شرم الشيخ ، باريس ، مدينة الضباب، ، مرضت عبلة ذات سنة فاضطر أن يزورها مكرها ، قالوا له حبيبة القلب عليلة تحتاج إلى وحدة دم ، مد ذراعه مكرها تحت نظرات الناس ، كان وجهه شاحبا فهو يخاف من لون الدم، تقدمت الممرضة مندهشة من حاله .طمأنته قال هل العملية سهلة هل هي بسيطة كم ساعة أحتاج تحت التخدير زادت الممرضة في الدهشة، أحضرت كيسا وإبرة وخزته بسرعة و بقرف . سال دمه في الكيس لم يكن دمه أحمر بكامل حمرته، صعق من لون الدم صرخ بكى صاح يا ناس سأموت من أجل عبلة !!!! من عبلة هذه هناك الملايين من النساء ، ما لعنة عبلة هذه التي حلت علي؟ ازدادت الممرضة اندهاشا، سحبت الإبرة من ذراعه، ووضعت قطنة معقمة على مكان الجرح، أخذت الكيس مسرعة واتجهت نحو المختبر أعطت الكيس لطبيب المختبر ففحصه ، فاندهش و نادى الممرضة بصوت عال ما هذا ، ما هذه السخرية هذا ليس دما، ليس دما ، هرعت الممرضة تبحث عن دم جديد وكان عنترة أصفر الوجه شاحبا يبحث عن عصير ، نظر الطبيب إلى عبلة فوجدها أسلمت روحها إلى بارئها.

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى