أمية الشرشف ودکتوراة العقال / شبلي العجارمة

أمية الشرشف ودکتوراة العقال

لست طرفاً في القصة،لکنني خيط من نسيج عقال الخزاعلة في کف صداح الحباشنة ، لأن عقال الحاج أحمد الحباشنة الذي جلد ظهر صداح الحباشنة حتی الاستواء ومرحلة النضج البدوي الکرکي الوطني وأنجب لنا هذا الطود الأردني هو نفس العقال الذي تعتمره هامات الأردنيين رمزاً للعزة والکرامة والأنفة، ولأن صداح الحباشنة يعرف رمزية العقال کما يعرف طعم الوجع المعنوي والمادي الذي يترکه العقال وکل دلالات العقال کأداة ردع يتم تطويحها من بعيد لتترك رسالة بل وختماً وطنياً في سفر صداح الحباشنة الوطني النظيف والخالي من کل شواٸب ما يشين رفعة رأسه ونفخة صدره الصادقة، عقال الخزاعلة في کف صداح راchين الحباشنة صداح الکرك صداح الوطن الشهم والجهم هو ما تبقی من رصاصات کرامة الشعب وذخاٸرهم في جعبهم الخاوية ،صداح الحباشنة في موقعة العقال ربته الکرکية الأصيلة أن الحزام أخس أسلحة الشجار وأن الرجل إذا مد يده علی قشاط البنطلون سيهون بعدها کل شيء، صداح کما استغنی عن کل رغوات المغريات للناٸب الأردني التقليدي من ”سيارة ونمرة حمرا وجواز سفر من شدة بياض صفحاته وفقره من التأشيرات ينفع أن يکون کراساً للنسخ“ کذلك استغنی عن زجاجة ماٸه المعدنية واستلف من الخزاعلة العقال کدين الرجال في عنق الرجال ومن أجل الرجال .
ومن قال أن حکاية شرشف النوم تشبه عقال الصحوة والنخوة وناقوس الخطر في يد صداح الحباشنة من قال ذاك فقد خانه الوجد وقذفه التقدير ، الشرشف رمزية الخذلان ورمزية النوم والانبطاح ، الشرشف بعد وصوله سن التقاعد مکانه إما علی عتبة المطبخ أو الحمام بشاغر وظيفة ممسحة لکل ما هو زاٸد وربما سيتحول لتجفيف السيارات،لکن العقال هو رمز الخلود للضارب والمضروب ،العقال لا فتوی في الطلاق منه ولا نذور الدماء تحلل لبسته وإعادته فوق الهامة إذا أقسم عليه البدوي وخاصةً الأردني غير المعلب بأردنيته والمطلق في مدة صلاحيته، العقال بعد موت صاحبه يعلق في صدور المجالس والدواوين ويعطر براٸحة الأب والجد والإرث،العقال کان رسالة صداح الحباشنة للشعب والوطن أن العقال يعلو ولا يعلی عليه .
صداح الحباشنة سيبقی عقال الخزاعلة الأصيل في کفك صقراً يحلق في فضاءات العبدلي بجناحي قلبك ورجولتك ووطنيتك الفذة، صداح الحباشنة کم تمنيننا أن نناولك ألف عقال وعقال لتجلد الحکومة وکل زبانيتها وأبواقها وإعلامها المدلس والمنافق الخاٸن للشعب وللوطن تحت القبة وعلی الملأ،کم تمنت رٶوس الشرفاء مثلك أن تکون کهامة الخزاعلة التي أنجدتك بعقاله الأردني العالي، کم تمنينا أن نمسك بزندك الأسمر ليصل العقال لأماکن أعلی ومساحات أوسع ويطال رٶوس ووجوه وقفيات طينها الحراث وثقل المحراث علی أصحابها .
وأنا أحدث عنك أمي وأطفالي لم تغب عني جملتك التي کلما هاتفتك تمطرني برذاذها ورحيقها الکرکي اللهجة والراکيني المنبت” ييه إحنا إإهل استاذ شبلي أبيياه عليك ابو ليث يا عيب الشوم إحنا فزعتك وإهلك“، وأذني لا تستسغ کسر النحو إلا من فم صداح بلهجته الکرکية الراکينية.
وها أنا أردها لك ” إحنا إهل واchثر من إإهل “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى