نهر الزرقاء / نبيل عماري

نهر الزرقاء
او سيل الزرقاء في مدينة الزرقاء يفوق نهر عمان من حيث الاتساع والغزارة وعذوبة المياة والروعة . جوانبه الصالحة للزراعة كانت أوسع وعلى ضفافه ترتص زهور الدفلى ونبات العليق والقصيب يليه أشجار باسقة من ثمار المشمش والجور والتوت والخوخ بأنواعه ومصاطب الخضار من خس وملفوف وزهرة وبقدوس وبصل أخضر رشاد وكزبرة وفول أخضر والأخير يصبح الوجبات الرئيسية لأهل الزرقاء من مقلوبة الفول وفول بزيت وكزبرة وفولية وفول بالبيض . السمك في النهر يمتاز بالكثرة قد يكون صغيراً ، ولكنه الكبير ليس قليلاً . حوض نهر الزرقاء كان يزهو بكل شيء جميل من طيور مهاجرة وطيور مستقرة من البليقي والهدهد والحسون والبلابل والدوري وابو حمار حجل وفري وكروان . تشتم رائحة وزهور الليمون والدفلى وحتى التبن له رائحة جميلة . كانت الجبال المتاخمة لسيل الزرقاء وبعد ربيعاً غزير الأنتاج تخرج خيرات الأرض من عكوب وكما والفقع والخبيزة والعلت وغيرها من يجود به الخالق . وهذا الجمال لنهر الزرقاء ممكن أن يتحول إلى رعب حين يغزر ويصبح سيل هادر يسحب كل شيء يقابله ولكنه يصفو ويرجع لطبيعته الجميلة ولجمال روحه والذي أعطى المرح لكثيرين من كانوا يزورونه أو يسكنون بجانبه يعطيهم السكينة والجمال وسحر الطبيعية تفيق فيهم مكامن الفرح يشاهدون زهور تتفجر في كل مكان ، بألوانها ، وشذا بساتين يملأ الفضاء وخفيف أشجار الحور ، تدفع الإنسان للتساؤل لماذا لم يبقى نهر الزرقاء نهراً وادعاً جميلاً وصار فضلات للناس والمصانع قتلت كل شيء جميل به جعلته يد الأنسان قاحلاً بعد ما كان يزهو بالفرح والزهر والثمر. الألاف السنون ونهر الزرقاء يمشي فرحاً مرحاً تتضاحك له الطيور وتتمايل الأسماك وتغني له عيون الماء من راس العين وعين غزال وعين النمرة في السخنة وخلال خمسون سنة مضت قضينا عليه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى