الممزوعة فيها شطة / أشرف الجمّال

الممزوعة فيها شطة

أذكر عندما كان عمري ٥ سنوات اشترى والدي سيارته الأولى وكان نوعها لادا موديل ٨٦ ، وكان أول ” مشوار ” لي معه بالسيارة الجديدة على مطعم أبو باسل ” اللي بآخر الحارة ” ليشتري لنا سندويشات فلافل ” عشان نتعشى ” .. وأثناء تركيزي مع ” معلّم البسطة ” وهو ” يلف ” العشر سندويشات بكل فن واحتراف التي طلبها والدي سمعته يقول لوالدي : ( الممزوعة فيها شطة ) فلفتت انتباهي هذه الكلمة ، ركبنا في السيارة واتجهنا إلى البيت وأثناء عودتنا سألته عن ” السندويشة الممزوعة ” ضحك والدي وقال : ( هاي فيها شطة وما بوكلها غير الكبار يابا ) !!

مرت الشهور والسنوات وأنا أريد تجربة الشطة عالسندويشة إلى أن كبرت وأصبح بإمكاني الذهاب إلى المطعم لوحدي ، وفي يوم من الأيام أخذت من أمي ١٥ قرشاً لأشتري ” سندويشة فلافل ” وعندما وصلت أعطيت أبو باسل ” المصاري ” وقلت لمعلّم البسطة بكل ثقة : ( بدي تحطلي عليها شطة ) .. !! خرجت من المطعم وبدأت بأكل السندويشة وإذا بها حارة جداً !! استمريت بالأكل ولكنني لم أستطع إكمالها أبداً فقد كانت ” حامية كثير ” ، و ” أجاني العرق تقول واحد جاييته جلطة ” ..

مساءا وأثناء السهرة قلت لوالدي ما حدث معي ، ضحك وقال لي : ألم أقل لك أنه ” ما حدا بقدر يوكلها غير الكبار ” ، وغداً عندما تكبر وتصبح شاباً ستستطيع أكلها بل والإستمتاع بها أيضاً !

مقالات ذات صلة

والآن وبعد أن كبرت أدركت أن كلام والدي كان صحيحاً وها أنا اليوم لا آكلها إلا و ” عليها شطة ” فقد تعودت عليها وأصبح الموضوع عادي و روتيني وأصبح معلّم البسطة يقول لي نفس الجملة لتمييزها عن ” سندويشة ” ابنتي الصغيرة ..

قرار الحكومة الأخير برفع رسوم نقل الملكية للسيارات كان ضمن مجموعة قرارات في جلسة المجلس الأسبوعية ، والقرارات هذه تشبه الكيس الذي وضع به ” معلّم البسطة ” العشر سندويشات ” لأبوي ” ، وقرار رفع رسوم نقل الملكية يشبه إلى حد كبير تلك السندويشة ” الممزوعة وعليها شطة ” فقد كان هذا القرار ” حامي ” وانزعج منه البعض ” المش متعودين ” وأعتقد مع مرور الأيام سيصبح الموضوع عادي جداً !! وسيتعود الناس على ذلك كما تعودوا على غيره من سندويشات !! آسف ، قصدي قرارات ..

أول ” أكمن لقمة بكونن حاميات بعدين خلص بتخدّر إحساسه الواحد وبتبطّل تفرق ”

وسلامتكم ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى