نعم للتفاؤل لا للمبالغة فيه نحو عام2021..

نعم للتفاؤل لا للمبالغة فيه نحو عام2021..
ا.د حسين محادين

(1)
– التفاؤل الناضج ؛ ليس منبعه سقوط سنة كورونية موجعة ومدمرة لانسانيتنا اضافة لأوجاعنا السابقة مثل سنة 2020 ، اقول؛ سقوط سنة مقيتة من مفكرة الارقام البليدة في مسيرة اعمارنا عربا ومسلمون لتاتي بعدها سنة 2021 بطبعة كورونا الثانية؛ ونحن كما نحن منذ قرون نعيش وهم التفاؤل اللفظي ونحن متلقون ، منفعلون، وسُذج أمام ويلات الامراض والفقر والتخلف والاحتلالات العقلية المتوالدة لدواخلنا ولثرواتنا المسلوبتان جراء صمتنا العلمي والسياسي الخانع ، وكأنها اي هذه الاحتلالات الملوّنة قدر محتوم علينا فقط ودون شعوب هذه الارض؛ او كأننا بعثنا على الحياة لنبق ابناء اوفياء بُلهاء لهذا العمر القلِق منذ ولدنا فيه ومرشحون عبره ايضا لاستمرار حالنا على حاله في2021 كما تشير المعطيات المُشخصة وعياً وعلماً خصوصا مع استمرار حروب القبائل العربية العربية الراهنة، وهول ارقام الانفاق عليها من ارواح واموال لشرائنا الاسلحة لا على التنمية كأساس مقارنة بالعالم المتقدم، خصوصا بعد كل هذا التهافت “للتصالح مع اسرائيل المحتلة ” التي كانت البُعبع الذي اضعنا فيه وبسبه وسوء استغلاله معاً بالضد منا كرعايا في دولنا العربية، ونحن مازلنا ومنذ اكثر من نصف قرن نتدحرج وراء رغيف خبز محترق الطعم في يومياتنا كفقراء، مثلما خسرنا ايضا، فرصا كثيرة لنلتحق بالعلم والعالم المتطور وليس اقلها بديمقراطيات العالم التي قطعت اشواطا كبيرة في احترام قيمة وحقوق الانسان في العيش المتوازن مقارنة بحالنا الذي مازال رغم افراطنا بالتفاؤل الصوري والمظلل يراوح بمكانه البعيد عن قيم وعناوين الحياة المؤسسية ومعاني المواطنة بالمعنى القانوني وعيا وممارسات للأسف.
فهل نحن متفاؤلون حقا..أم انها مجرد عدوى وظلال الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعية المُخدِرة لنا بأن سنة 2021 افضل من سابقتها وصدقنا نحن هذا الوهم فصرنا نكرر ونُشهِر بدورنا هذا “التفاؤل” المُمارس منة قِبلنا كجموع وعوام تصيبهم العدوى المتمناة لتحقق التفاؤل في بداية كل عام..ربما؟.
(2)
التفاؤل ليس احساسا داخليا لدي ايّ منا فقط، لكنه ايضا ترقُبنا المبرر او وعدنا المُنتظر نحن كشعوب وحكومات إذ ننتظر قطف ثِمار ما غرسناه افتراضا من ايمان بالعِلم وتخطيط هادفين للتطور منذ عقود او حتى اعوام على مسرح حياتنا افرادا ودول من بذار الايمان بضرورة التطور والتحديث بشتى مناحي حياتنا بهدف التغلب على كل مُهددات حياتنا كبشر انطلاقاً من محاربتنا للفقريّن المعرفي العولمي/ الاقتصادي والثقافي معا، وليس انتهاءً بحسم وعينا الجمعي كدول نامية وسياسات ممنهجة بأن ثوب العِيرية لن يُدفينا..وأن أصدقائنا من الشعوب والدول الآخرى ليسوا نحن ..فهل فعلنا ذلك عربا ومسلمين كي نشعر بطعم اختلاف ما في ذائقتنا ويومياتنا المُرة بين السنة المغادرة او القادمة مثلا؟انها تساؤلات للتفكر..ليس إلا..ومع هذا فأنا شخصياً متفائل ولكن لست مُبالغا فيه نحو2021.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى