نخب الشر وعورة القيصر !

نخب الشر وعورة القيصر !
بسام الياسين

اذا كان التلاعب بموازين الحقوق من عظائم الامور،فمن باب اولى ان يكون القلم اعظم فرسان التصدى لتلك الشرور.شرطان يحتاجهما القلم ليكون الاعظم .ان ينهل من حبر الطهارة ويتوضأ بماء الجسارة،ليغدو لسان صدق وناطق حق،للدفاع عن المظلومين وفضح المتلاعبين بالثروة،والمتعسفين في إستعمال السلطة من الذين لا يخافون الله .فكلمة الحق لا تقطع رزقاً ولا تُعجل اجلا ًلانها اعظم انواع الجهاد.علام الخوف اذاً،اذا كان الانسان لا يموت الا باجله و الرزق في السماء، لا بيد بشر.وحتى يكون القلم قلماً يجب ان يخط بالخط العريض :ـ

نخب شاخت،وعائلات تربت على الفساد وقوى متسلطة، لا تخاف الله درجت على استعباد العباد واستبعاد الكفاءات.نخب فاسدة مفسدة جرثمت شعوبها واعتبرت الامة بقضها وقضيضها ارثاً لها، تتصرف بمقدراتها وتبددها ئبحساب.نخب نهبت كل شيء فيما ـ الاوفياء ـ لا يحصلون الا ما يتجشأ به هؤلاء.خطيئة الدولة العربية المعاصرة،استنباتها الفاسدين في حواضن معزولة عن شعوبها، فكانت النتيجة :ـ ظلم اجتماعي،ترهل اداري،ابتداع فنون الحرمنة لدرجة اصبح سرقة اموال شطارة،ما حدث سقوط ثقة القاعدة بالقمة وسحبت احترامها منها.

معدلات التنمية ضحك بها علينا المهرجون، ممن يلبسون اردية الحكمة والوطنية، ويصبغون وجوههم بمساحيق ولاء مغشوشة وانتماء مزيفة .لم يكتفوا بما اقترفوا من افاعيل منكورة بل عتّموا على ارقام البطالة و اعداد السجناء واسباب استغفال الغارمات، وتناسل اولاد الشوارع وتسريبات طلاب المدارس،وازدياد معدلات الامراض النفسية والعصبية وتفاقم الامراض الجسدية و ضياع بالمخدرات.ارقام مفزعة تفوق المعدلات العالمية اضعافاً مضاعفة. لذا صار من حق الشعوب مطالبة حُكامها و حكوماتها بتعويضات مجزية عن الاذى الجسدي والخراب النفسي اسوة بمرضى السرطان من المدخنين في الغرب الذين يحصلون على تعويضات مجزية من شركات التبغ عما لحق بهم جراء التدخين .

عورة القيصر !

يَروي التاريخ، ان يوليوس قيصر كان يحتفظ بإكليل غار على راسه كرمز بطولة ونصر،لا ينزعه حتى اثناء نومه. لا احد يعرف سر تشبت القيصر بالاكليل الثقيل الذي يرهقه حتى خُفي على محظياته وغلمانه،خصوصاً عدم خلعه في غرفة نومه.فسره بعضهم بغرور الامبراطور، بينما فسره آخرون بإصراره على التمسك بالابهة حتى في فراشه، لكن الايام كشفت الحقيقة بعيداً عن الرجم بالغيب.ـ عملا بالقاعدة :ـ الاقنعة تبلى مع الزمن والحقيقة تبقى .الحقيقة، ان القيصر كان يواري بالاكليل صلعته المنفرة،ولو كانت الباروكة معروفة آنذاك او زراعة الشعر دارجة، لتخفف الامبراطور من اكليله الثقيل.الدرس المستفاد ان البهرجة الخادعة طريقها الى الافتضاح والمظاهر الزائفة لا تصمد امام الحقائق الصلبة.

واقعنا العربي للاسف، يشي بكثير من المظاهر البراقة التي تخفي خلفها وقائع مرعبة، و احياناً فظائع مقززة.لذلك لا يَغُرَنَكَّ عنطزة الشخصيات المعطرة،المتمنطقة بالربطات الباريسية المدلاة من رقابهم الناعمة،فاغلبهم شخصيات كرتونية هشة وصلت بالصدفة .وصولها كان طامة كبرى على الامة .اغلبهم ولا ازكي على الله احداً مطرودين من رحمة الله.بالمقابل لا تنظر بعين الاستعلاء على البسطاء الجالسين فوق الارصفة فـ ” رُبَ اشعثٍ اغبرٍ لو اقسم على الله لأَبره”. الناس ـ حمداً لله ـ تعرف بالفطرة ان بهرجات الدنيا من مال، مشيخة، رتبة، جاه ليس بمقدورها اخفاء نقيصة او ستر عورة،ولكم في صلعة القيصر درساً وموعظة .

” لا حبَ يموت ”

تحتَ شُرفتكِ الناعسةْ / اعزفُ ترانيمي الدامعةْ / لعلكِ تأتين في الحلم / امرأة من ضوءٍ وحلوى / تتسلل في عتمتي الموحشة / جمرةً متقدةْ / توقدُ شموعي الذابلةْ / تقدحُ َ حروفي المُطفأةْ / مهرةً تركضُ فوق سطورِي المشتعلة / ينبتَ تحتَ قدميها قوسُ قزحْ او قوس فرحْ / تعالي لو مرة كالمعجزة / تشد قوسَ قلبي المرتخي / ترميهِ بسهمها الليلكي / لعلنا ننبضُ بالحياة معاً او نموت بالحب معاً / سيدتي زوبعة انت / زوبعيني بحنان ومحبة / لا تهدأي / فالزوبعة ان هدأت تموت / من غير فاتحةٍ ولا بسملةْ / .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى