استقلالهم واستقلالنا
سنتحدث اولا عن استقلالنا عن فترة الطفولة التي رضعنا فيها معاني الاستقلال من مصادره فقد كنا
نذهب الى مقبرة بلدتي (الشجرة) نطوف حول قبر يرقد فيه الشهيد الملازم محمد عقلة الرباعي شهيد
حرب 1948 .
في مرحلة ما بين الطفولة والشباب عشنا معنى اخر من معاني الاستقلال عشنا حرب 1967 وغاب
شاب من شباب البلدة (علي احمد عوض الشبول) ولم يعد مع الجيش حتى عثر على جثمانة بعد 30
عاما في منطقة القدس وقد كانت والدة علي رحمها الله لا زالت على قيد الحياة ولم يكن لديها راتب
تقاعدي كون ابنها الشهيد كان اعزبا.
في حرب 1973 وعلى الاراضي السورية فقدنا شهيدا اخر هو عبدربه عوض الجيزاوي من ابناء
بلدة الشجرة ومعذرة لبقية الشهداء فاسماء شهداء بلدة الشجرة موجودة على نصب اقيم لهم على
احد ميادين البلدة .
كل القرى والمدن والبوادي الاردنية تتحدث عن قصة او قصص مشابهة بل واكثر مما تحدثت به عن
بلدتي والحديث عام وليس خاص واستقلالنا الذي اتحدث عنه هو استقلال الاردنيين الشرفاء الصادقين
استقلال النساء الصابرات العاملات استقلال الرجال الذين لم تمتد ايديهم الى الحرام ولم يدخلوا لافواه
اطفالهم لقمة من حرام استقلال من عمروا الارض وزرعوها ولم يفرطوا بذرة من ترابها حتى دخل
على الخط ادعياء الاستقلال.
اما استقلالهم فبيع للممتلكات وللمؤسسات التي بناها الشرفاء من ابناء الاردن وقد قرأت في كتاب
مستشار الملك كيف ان المرحوم وصفي التل انشأ شركة عالية معارضا للامريكان وقد تحدث عميلهم
السري في السفارة الامريكية في عمان بان عالية كانت الشركة الوحيدة الرابحة في المنطقة .
لا نريد ان نطيل فحجم الخراب الذي احدثه ادعياء الاستقلال كبير لكن وعد الله حق والعاقبة للمتقين
والصادقين والمخلصين وسوف ياتي اليوم الذي يكون فيه استقلالنا واحد استقلال المخلصين الشرفاء
ناكري ذاتهم لمصلحة الوطن .
استقلالنا هو استقلال فكر وضمير كاثرين هول لمن يعرفها.
