عشية العيد
إلى من لبسوا البياض ، و لبوا النداء .. إلى بيت الله العتيق .. لتغتسل أرواحهم و يولدوا من جديد ..
إلى الذين تطوف أرواحهم هناك في سماء الرحمة و الغفران .. و الذين يسكبون عبراتهم خشوعا .. و شوقا على أرض النور ، و على أعتاب الحبيب المصطفى ..
إلى الذين شدوا الرحال في رحلة الطهر و جاءوا من كل فج عميق .. ملبين مكبرين . خلعوا زينة الدنيا .. و تركوها من خلفهم .. و أقبلوا يطرقون باب الله الكريم ..
إلى كل أصحاب القلوب العامرة بالايمان و الحب ، و إلى من سمت نفوسهم فوق كل الشهوات ، و فاضت نفوسهم محبة على الناس ..
إلى المعذبين في الأرض .. و الذين استوطنهم حزن .. أو غالبهم هم أو ألم ..
إلى الأمهات اللواتي فقدن مهجة الروح و أوسدن الأحبة تحت الثرى
الى من غاب عنه الابتسام ، و خذلته الأيام ..
فسلبت منه قرة العين ، و جرعته مرارة الأحزان
إلى الأهل و الأحبة في عواصم العروبة الذين ما زالت جراحهم تنزف .. و لما يجمعوا بقايا أحبتهم ، من بين الخراب .. إلى المشردين و الهائمين خلف البحار ، بحثا عن نجاة .. يحملون أحلامهم و بقايا من تذكارات أطفالهم ..
إلى المظلومين و المقهورين .. و الذين اكتووا بنار الصبر .. و إلى الذين يرنون من ثقب الظلام إلى نور الحرية ..
إلى كل قلب ما زالت فيه إنسانية تخفق .. و إلى قلب ما زال فيه للحب و الرحمة متسع ..
… إلى كل أخ و صديق .. إلى وطني عشية العيد
” كل عام و أنتم بخير ”
– أحمد المثاني –