من تسع اصابات الى تسعة اَلاف اصابة كورونا.. مالذي تغير؟ / هناء الأعرج

من تسع اصابات الى تسعة اَلاف اصابة كورونا
ما الذي تغير ،؟

هناء الأعرج
مفارقة عجيبة وكبيرة ما بين تسع اصابات كورونا سُجلّت في اذار العام الماضي في الأردن وما تضمنته من إجراءات حكومية قاسية وتأييد شعبي واسع لها ،
وما بين تسع الاف اصابة نسجلها اليوم مع اختلاف حاد في اجراءات الحكومة وفي رد الفعل الشعبي.

فما الذي حدث خلال عام؟
من الواضح جدا أن طريقة التعاطي مع الوباء قد اختلفت كليا سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي ؛
فقبل عام لم يكن لدى الحكومة وغيرها من الحكومات اي خيارات للاستجابة سوى فرض اغلاقات شديدة لأسباب متعددة منها عدم وجود معلومات كافية عن هذا الفيروس وشراء وقت لتجهيز البنية التحتية الصحية حتى تكون قادرة على التعامل مع الظروف ،
ولم يكن بالمقابل لدى الناس سوى الانسجام والقبول لإجراءات الحكومة جراء حالة الخوف والقلق اللتان هيمنتان بالكامل على المشهد.
أما اليوم فإن كل من الحكومة والشعب يسيران بخطين متوازيين ولا يلتقيان ابدا
فالحكومة لم تطور استراتيجية استجابة ضد الفيروس ولا تزال تدور في نفس المساحة السابقة وهي التنقل بالإجراءات من شديدة الى متوسطة وفرض اغلاقات عامة او جزئية وإغلاق قطاعات وفتح أخرى ،
في ظل هواجس كبيرة من شح اللقاحات التي تشهد حربا ضروس عالميا.
اما الشعب فقد وصل لمرحلة التخمة من الاحتقان والضغط يترافق معها تردٍ واضح وفادح في الحالة الاقتصادية تنعكس مجتمعيا على شكل عنف وجريمة ورفض مستمر ،
وهو ما شكل قناعات لدى غالبية الناس أن الموت بالجوع أكثر ايلاما من الموت بالفيروس ،
وعلى هذا الاساس لا يتفق الشعب اليوم مع إجراءات الحكومة جملة  تفصيلا بل يرفضها ويندد بها ويدعو الى فتح الحياة أمامهم ومواجهة مصيرهم بيدهم ،
وهو مؤشر على فقدان الثقة بالمؤسسات الرسمية وقراراتها كما انه مؤشر على مدى مستويات الضغط الشعبي العام وحالة التأزيم التي تطل برأسها بشكل جدا قوي .

ما بين التسع والتسعة آلاف ضعفا خلال عام
تتعدد الاراء ويبقى الوطن هو المهدد
وما نتج من الوباء ليس أقل ضررا بل أكثر قساوة وخسائرا
والموقف اليوم يقتضي أن تسبق الحكمة السلطة في الإجراءات
وأن يفكر الشعب بعقل أوسع حيث النجاة من هذا الفيروس للأوعى فقط

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى