فنون التعامل مع الأسرى ما بين شعب فلسطيني مسلم وعصابات صهيونية مريضة نفسيا

فنون التعامل مع #الأسرى ما بين #شعب_فلسطيني_متحضر و #عصابات_صهيونية مريضة نفسيا

كتب م. علي أبو صعيليك

نجاح منقطع النظير سجلته المقاومة الفلسطينية في الجوانب النفسية والأخلاقية لعمليات تبادل الأسرى، فقد قدمت المقاومة دروساً كبيرة جدا بحجم الإنسان الفلسطيني المتجذر بحضارة أرضه المباركة، وسجلت المقاومة منجزاً جديداً يضاف لمنجزاتها العسكرية وسط إذلال تام لقوات الاحتلال وقيادتهم التي تترنح من صدمات إلى خسائر إلى مشاكل وصراعات حتى مع حلفائها السابقين الذين انقلبوا عليها كما في حالة أسبانيا وبلجيكا.

تنظيم الإفراج عن الأسرى الصهاينة وغيرهم من الجنسيات الذي تصادف وجودهم يعملون في مستوطنات الغلاف تمت بشكل حضاري سيبقى عالق في الذكرى، فقد أثبتت كوادر المقاومة حسن التنظيم وعنصر المفاجأة عندما جاءت بالأسرى من أكثر من اتجاه ولم يستطع العدو ولا الصليب الأحمر ملاحظة أي شيء يمكن الاستفادة منه في الحرب ضد المقاومة.

مقالات ذات صلة

تنظيم تسليم مجموعة من الأسرى وسط مدينة غزة في منطقة كانت قوات الاحتلال قد روجت أنها تسيطر عليها وخروج المقاومة بما يشبه “عرض عسكري” وسط حفاوة المواطنين من قطاع غزة والهتافات الوطنية الحماسية يؤكد أكثر من حقيقة أبرزها أولاً أن تقارير جيش الاحتلال العسكرية هي مجرد “أكاذيب” بعكس بيانات المقاومة والتي أثبتتها على أرض الواقع والسيطرة، ومن جانب آخر فقد أثبتت شباب وأشبال فلسطين ممن تجمعوا في محيط منطقة تسليم الأسرى بأن المقاومة هي خيارهم الأول والأخير وهي التي تمثلهم في الصراع مع المحتل الذي لا يحسب حساب أحد إلا القوة العسكرية.

من أهم الجوانب التي أبرزتها عمليات تسليم الأسرى كان الجانب الأخلاقي للمقاومة والتي تجلت في مشاهد وداع الأسرى اليهود لسجانيهم وتلويحهم بالأيدي ومن ثم أحاديثهم في وسائل إعلام العدو بحسن التعامل الذي تلقوه خلال فترة اعتقالهم والعناية بهم وإطعامهم وعدم وجود أي مظاهر إهانة وتعذيب تعرضوا لها على عكس ما تعرض ويتعرض له الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال، بل إن طريقة تسليم الأسرى اليهود كانت فيها مظاهر الفرح من الجانبين وقد ظهر مدى الراحة النفسية على ملامح رجال المقاومة وما قيام أحد المقاومين بحمل مسنة يهودية بيديه ووضعها داخل سيارة الصليب الأحمر إلا شاهد على مستوى الأخلاق الفريد من نوعه على مستوى العالم.

حسن تعامل رجال المقاومة الفلسطينية لم يأت من فراغ إنما هو جزء من العقيدة الإسلامية التي تميز بها المقاومة الفلسطينية، وقد جاءت في السيرة النبوية العديد من المواقف التي تدعو جيوش المسلمين لحسن التعامل مع الأسرى منها قوله ﷺ ( استوصوا بالأسارى خيرا ) رواه الطبراني، وكذلك جاء في القرآن الكريم قوله تعالى { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً }(الإنسان:8) وقد شاهد العالم بأسره كيف ضرب رجال المقاومة الفلسطينية أروع الأمثلة في تطبيق تعالم الإسلام فيما يتعلق بمعاملة الأسرى الصهاينة.

على العكس تماماً من أخلاق المسلمين، فإن شهادات الأسرى الفلسطينيين وثقت مدى همجية ووحشية الاحتلال في التعامل مع الأسرى ومهما ذكرنا من أمثلة فإنها ستكون غيضا من فيض، فلا طفل ولا أمراه ذكرت لهم سوى التنكيل والإهانة والتعذيب وسوء التعامل المتعمد حتى وصلت في العديد من القصص إلى استشهاد الأسير على يدي قوة الاحتلال في السجون وهذا هو وجه أمريكا الحقيقي المتمثل بالكيان الصهيوني الذي تحدث أكثر من رئيس أمريكي أنه مشروع تمتلكه أمريكا ولذلك فإن هذه الهمجية الحيوانية ليست وليدة الصدفة بل هي نهج الولايات المتحدة في التعامل مع الأسرى وما الكيان الصهيوني إلا أداة تنفيذ.

والتاريخ يسجل صور تعذيب الأسرى في سجن أبو غريب العراقي من قبل الجنود الأمريكان وكذلك ما فعلته قواتهم من تعذيب للأسرى المسلمين في سجن غونتانامو، وهذا السلوك الحيواني الهمجي لا يمكن ربطه بالمسيحية لأنها دين سماوي لا تسمح نصوصه بما تفعله أمريكا، بل هو انعكاس للنظام الرأسمالي العالمي والذي بسببه قتلت أمريكا والدول الإمبريالية الكبرى من بريطانيا وفرنسا وغيرهما مئات آلاف الأبرياء من مختلف قارات العالم في آسيا وأفريقيا تحديداً.

الفلسطيني حتى وإن كان في موقف عسكري أضعف في مواجهة كل قوى الشر في العالم، إلا أنه أثبت تحضره وأخلاقه حتى في عز تفاصيل الحروب مع الاحتلال، ولذلك نؤمن بما لا يدع مجالاً للشك بأنه سينتصر لا محالة ويطرد مرتزقة الصهاينة المحتلين الذي جسدوا على أرض الواقع نهج أسيادهم الصهاينة الأمريكان في انعدام الجانب الأخلاقي في النظام الرأسمالي التي تتصدره أمريكا.

كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى