امي / علي الشريف

امي

بالامس كان يوم الام وبالامس شعرت ان الاردن تدلف بر والدين وحب وحنان ورايت صورا وعبارات تتحدث عن الامهات لم اقراها من قبل كانت ممزوجه بالدعاء والغزل وكأن البلد قلبت امهات باستثنائي ما كتبت لامي شيئا.
كان بودي ان اكتب ..ولو قليل من الكلمات لاركب موجه بر الوالدين الالكترونية كان بودي ان اصور امي واتصور معها وانا اقبل يدها او احتضنها… وكان بودي ان اتحول فجاة الى داعية يتحدث عن الامهات والبر بهن لكني لم افعل.
لم افعل ليس لاني لا احسن الكتابة او لاني لم اجد كلمات ففي المجال الالكتروني يمكن بكبسة زر ان اخرج بارق العبارات لكبار الشعراء والكتاب فانا اريد ان اكتب عواطفي ولا اسرقها واريد ان اشعر بما اكتب لكنني في الصباح الباكر حين نظرت الى وجه امي ضاعت كل العبارات والحروف عند محياها واختلطت المشاعر فما عاد ينفع كلام.
ماذا اكتب لقلبها المتعب الذي حمل كل عذاب الدنيا لاجلنا وحمل كل الفرح لاجلنا … وماذا اكتب لصبرها الذي فاق حد الصبر وهي تعد الايام لترانا كبارا … فصرنا نغيب عنها اياما لنراها فقط ساعات …ماذا اقول لسنوات عمرها التي ضاعت وهي تسال عنا عن الامنا عن افراحنا .. كنا ننام ولا زلنا وهي الصابرة الساهرة لم يكفيها همنا بل جاء هم الابناء ليزيد فوق الهم هم لكنه القلب الصغير المتعب الذي يتسع لكل الدنيا .
في الصباح توقفت امامها قبلت يداها … ما اقسى الالم حين حاولت ان ترفع يدها المتعبة المثقلة بالجبص والكسور كي لا احني راسي …ما اجبرها على الالم تتحمل كي لا نتالم .. تتعب كي نرتاح تبتسم رغم الشقاء والجفاء.
في الصباح كان معي ابنتاي وحفيدتي وزوجتي حين دخلنا عندها لم ارى على امتداد عمري ابتسامة مثل ما ابتسمت امي لم ارى فرحة على وجه انسان كما رايتها في ذياك الصبح على وجه امي .. لم اشعر باني شخت وشبت الا حين رايتها تتحامل على الوجع وتداعب حفيدتي وابنتاي .. كم شعرت رغم الشيب الذي بدا يجتاحني وانحناء الظهر انني صغير صغير صغير في حضرة امي.
اجمل الامهات وصف لا يكفي ..منشور او قصيدة او مقال كل ذلك مجرد عبث وصف كلام …هدية وهل الهدية تكفي لمن اهدتنا صبرها ودمعها وفرحها وعمرها، اي شيء اهديها في العيد وهي العيد في كل يوم
امسكت بزمام نفسي قلت سادرج منشورا لامي ساكتب قصيدة ساسمع اغنية ست الحبايب وساترنم على الموسيقى كم كنت ابلها في تلك اللحظة.
كلما هممنا بالرحيل او المغادرة كانت تغضب … وتشير بيدها المتعبة الينا بالجلوس ، كانت تداعب حفيدتي سلمى ، وتداعب امها ،.وتداعبني رغم شيخوختي ، وكنت كلما انظر اليها وقد تناست المرض والتعب والجبص وعذاب السنين
وتضحك وتداعب رغم كل هذا كنت ازداد يقينا باني كنت اتفه خلق الله ان كنت سببا اسقط لها دمعة .ذات يوم او كنت سببا بتنهيدة الم في صدرها… كنت اشعر باني صغير صغير صغير ..يحتاج الرضى وكم كنت محتاج لان ارمي راسي في حجرها لتداعب شعري وابكي ..واقول رضاك يا امي…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى