فرعون وهامان وشكسبير / منصور ضيف الله

فرعون وهامان وشكسبير

على حين غرة تبعث المستجدات الطبيب منيف الرزاز . ذات مساء بعيد التقيته ، ضئيل البنية ، سريع الحركة ، دقيق الرؤية ، نافذ اللمحة . كنت على اعتاب الثانوية العامة ، يستعبدني القلق والخوف . طرحت على منيف فكرة تأجيل الامتحان ، انتفض الرجل واصر ان اتقدم للامتحان ، وبغير ذلك الا ادخل عيادته ابدا ، عبرت الثانوية وكان ترتيبي الاول على مدرستي ، يومها سرق احدهم حقي بالابتعاث .
قصة “الوالد” يمكن اختزالها بكلمات قلائل ، ان تكون رجل مرحلة ، او سيّد ازمة لا يعني ان تكون مفكرا ، فبين المساحتين تقاطعات كثيرة ومحاولة الاشتباك بينهما خيار صعب له اثمان ، ومكاسب .
هنا يا رئيس الوزراء ، تعن على الخاطر حكاية فرعون وهامان ، ليس على سبيل التمثيل ، ولكن من باب العبرة والعظة .
اقنع هامان جموع المصريين ان فرعون مستغرق في بعث مخلوقاته ، ولما حان دوره في الدخول على الخالق المفترض ، انتفض وقال : أولم ترني مشغولا بكائناتي وخلقي ، حينها قال هامان ما ذهب مثلا : على هامان يا فرعون .
على هامان يا فرعون … لا تغب كثيرا عن الساحة ، ولا تستغرق طويلا في ذاتك ، فكل عمل فردي مصيره الفشل ، العمل المؤسسي يحتاج فريقا متماسكا وصادقا ، تغيب يا رئيس الوزراء عن الناس ، ويغيب فريقك الاعلامي ، وتمتلئ الساحة بفراغات تسدها الذاكر الشعبية ، واحلام اليفظة ، والمدائن الطوباوية . لشكسبير لعنته الدائبة ، ورورحه المتعبة ، ووصيته الخالدة : تكون او لا تكون ، تلك بداية الحكاية وخاتمتها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى