مضايا وفرس حاتم / د . معاذ البوريني

مضايا وفرس حاتم
منذ صغري وأنا مأخوذ بقصص العرب القديمة وأيامهم ، شغوف بقراءة قصص الكرم العربي والمروءة والشهامة التي عرفها العربي ، وتلك العادات التي وجدت عندهم وأقرها الإسلام بمجيئه وأكّد عليها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا ، فأين ذهبت هذه الأخلاق اليوم يا ترى ؟!! ألا تذبحون فرسكم لإطعام أهل مضايا كما فعل حاتم ؟ فلقد ذبح كل حواتم مضايا خيولهم للناس فيها .

يموت الناس في مضايا والزبداني والغوطة في سوريا ، ولا أحد يتحرك لهم ، أليست هذه سوريا صاحبة شعار ( أمة عربية واحدة ، ذات رسالة خالدة ) ؟ فأين ذهبت عروبة من يقصفهم ؟ وأين ذهبت عروبة جيرانهم ؟ آهٍ فقد نسيت ، أنّ من يقتلهم جوعا وقصفا ليسوا عربًا ، فهم فرس أعاجم في إيران وبنو الأصفر في روسيا ، وأمريكا وفرنسا …… لا لا بل هم عرب ، هم عرب نسوا عروبتهم كما نسيتموها ، فوافقوا على جلب العدو لدارهم ليقتل الناس الأبرياء ، حتى يبقى لهم كرسي حكم يجلسون عليه ، ويظل بعضهم يسمى رئيسا .

من سينقذ هؤلاء البشر من جشع فئة ضالة ؟! فحتى الطيور هربت من أهل مضايا والزبداني ، فالغربان هاجرت المنطقة بعد أن أكلها الناس ، ولم يبقَ سوى غربان البشر وشبح الموت ، يهددهم كل ساعة ، أين جمعيات حقوق الحيوانات والطيور من أهل مضايا المجرمين ، لماذا لا يوقفونهم عند حدهم ، فيرسلون لهم بعض أعلاف الطيور والحيوانات ليأكلوها بدلا من القطط والكلاب حفاظا على أرواح هذه الحيوانات البريئة ، وأنتم أيها المتخمون الأثرياء أرسلوا لهم بعض طعام الكلاب ( الكوكيز ) وأنا متأكد أن أهل مضايا سيأكلونها بدلا من أن يأكلوا كلابكم ( مع الاحترام لأهل مضايا والزبداني فك الله أسرهم وفرج عنهم ) .

وأنتم يا أيها الغرب الحاقد ، الذي يلقي الأسلحة والطعام بالخطأ لعصابة ( داعش ) التي أوجدتموها لقتالنا ، ألا تخطئون مع أهل مضايا ؟! أخطئوا مرة ، ولكن هيهات فخطؤكم سينقذ أرواح الناس هذه المرة .

مقالات ذات صلة

أين أنت يا بانكي مون ، ألا تقلق الآن ؟ حتى قلقك تستخسره في أهل مضايا ، فهم لا يستحقون حتى القلق والشجب ، فهدفكم هو قتل البشر ، أنتم وحزب يربط اسمه بالله والله منه ومنكم بريء ، فالله ما أمركم بقتل الناس بل بالإحسان إليهم ، فلا تربطوا اسم منظماتكم الإرهابية بالله ورسوله ودينه ، ودعوكم من هذه اللحى النجسة التي تربونها لإعطاء صورة الحمل الوديع وربّوا أنفسكم المريضة أولا .

ما عاد فينا عروبة ، ما عاد فينا نخوة ، ما عاد فينا مروءة ولا دين ، فالعرب بقوا في جزيرتهم يشربون النفط ، عفوا أقصد اللبن ، ويأكلون الضأن ويحلبون النوق ويرتدون العباءات المقصبة ، ويتباهون بأكبر وليمة في العالم ، ويشعلون بالملايين مفرقعات نارية ابتهاجا بسنة سيموت فيها الملايين بسبب تصرفاتنا وتصرفاتهم ، فإلى متى الصمت ؟؟

يا أثرياء العرب والمسلمين ، اذبحوا فرسا من أفراس سباقاتكم التي تراهنون بها في أوروبا وأمريكا ، وقد اشتريتموها بالملايين لمتعتكم أوبيعوا منديلا من مناديل أم كلثوم التي اشتريتموها بالمزاد فهو لا يعدو عن كونه قماشا وإن اشتريتموه بالملايين كذلك ، بيعوا سيفا من سيوفكم الأثرية التي صدأت دون أن تستخدموها في وجه عدو وأرسلوا ثمنها إلى أهل مضايا لعلهم يغفرون لكم هم وربهم يومًا .

أين أنت يا أنجلينا جولي لأعطيك جنسية عربية بامتياز ، ففيك من العروبة ما لم أجده عند أبناء جلدتي ، أو عند ثريات العرب اللاتي ينفقن على فستان واحد في كل حفلة ما يطعم مدينة بأسرها شهرا ، أين أنت يا جورج غالاوي لأعطيك الجنسية السورية بدلا من رئيس وشعب يحملها لقتل إخوانهم وشعب سوريا ليحكم فقط …….سامحوني فهم يستحقونها أكثر مني ومنكم .

بقلم : د.معاذ البوريني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى