إطالة لسان

إطالة لسان
رامي علاونة

استيقظ على صراخ زوجته التي نبهته الى وجود حمار طليق في حقله، فخرج مسرعا باتجاه الحقل و إذا بحمار جاره يرتع في زرعه.

اقتاد الحمار وذهب الى جاره غاضبا، لكن اعتذار الجار عن فعلة حماره و وعده بعدم تكراراها خفف من حدة غضبة.

استيقظ باكرا في اليوم التالي و ذهب الى حقله، فإذا بنفس الحمار يعيث فسادا في زرعه.

أخذ الحمار و الشرر يتطاير من عينيه، لكن حنكة جاره ولباقته حالتا دون تفاقم المشكلة، فقد اعتذر منه وطيَّب خاطره و أقسم عليه ان يشرب معه الشاي.

وعندما هدأت النفوس قال لجاره انه لن يأتي اليه اذا تكرر اعتداء الحمار على زرعه، بل انه سيذهب الى الوالي. طمأنه جاره أن هذا الأمر لن يتكرر و أن له كل الحق بالشكوى لدى الوالي إن وجد الحمار في زرعه مرة أخرى.

تكررت فعلة الحمار في اليوم الثالث، فذهب صاحب الزرع الى الوالي يشكو جاره صاحب الحمار.

أمر الوالي باستدعاء الجار صاحب الحمار، فواجهه بادعاء جاره.

لم ينكر صاحب الحمار تعدي حماره على زرع جاره، لكنه أصر أن لا ذنب له في فعلة حماره.

الوالي: كيف تقول أن لاذنب لك و حمارك يرعى كل يوم في زرع جارك؟

صاحب الحمار: يا سيدي الوالي، عند كل مساء اضع حماري في زرعي ليأكل منه ما يشاء و أؤكد عليه ان لا يتجاوز حدود زرعي وان لا يعتدي على زرع جاري المحاذي تماما لزرعي.

الوالي: كيف ينتهي به الأمر في زرع جارك، إذن؟!
صاحب الحمار: يا سيدي الوالي، ضع نفسك مكان الحمار،،، هل ستُمَيِّز بين زرعي و زرع جاري؟!

عندها استشاط الوالي غضبا و أمر بجلده وحبسه لإطالة اللسان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى