أيما .. بوظة / نبيل عماري

أيما .. بوظة
أيمة بوظة دندرمة نداء قوى كنا نسمعه زمان فى بداية سبعينيات القرن الماضى..
عندما يمر بائع البوظة بعربايتة الجميلة المزركشة بألوان حلوة وبأقواس ملونة من بسكوت البوظة وبالعرباية صفيحتين بكل واحده حوالى العشر لترات من البوظة
بائع ا لبوظة يأتي كل يوم عصراً، ليأتينا بألذ أنواع البوظة، هو لم يكن يتأخر عن موعده كما نحن لم نكن نمل إنتظاره يومياً، من بعيد وبأعلى صوته كان ينادي أيمة بوظة بجوز الهند يا بوظة دوندرمة وهي كلمة تركية مرادفة لكلمة بوظة حينها كانت إبتسامتنا تسبق خطواتنا ، لشراء البوظة وكان القرطوس بقرش ويتم غطة بجوز الهند أو بفستق العبيد ولم يكن التنوع موجود بالبوظة ثلاثة أنواع فقط / فانيلا بحليب / كاكاو / ليمون وكان من مميزات بوظة زمان طعمها الرائع والمطة الموجودة بالبوظة والنكهة الظاهرة وغناء بائع البوظة كبيرة كبيرة وما أكبرها بوظتنا كبيرة أي والله وعربة مزركشة تمشي الهوينا بالحارة تلتم الناس حول العرباية بجو الزرقاء الشديد الحارة ومع أغنية ليلى نظمي القادمة من أحد شبابيك الحارة وهي تغني الدنيا حرأنا عايز أخرج أتهوى ومشربش الشاي أشرب كازوزة أنا ، يمسك البائع القرطوس الأحمر أو الفستقي أو البرتقالي يلقم القرطوس واحد أثنان ثم يغطها بما تيسر من جوز الهند أو الفستق حسب الطلب من اختيار بوظتهم ، ، أنواع مختلفة من البوظة وأشكال متنوعة كان جمال النظر إليها وهي تخرج تلك الصفيحة الكل ينتظرها والبائع ينتظر قرشها
في صيف الزرقاء الحار كنا نرسم معالم عالمنا البسيط ونعيش تفاصيله الجميلة ولو بحبة بوظة أو بطائرة ورق وحبة أسكيمو ، كبرنا وكبرت معالم هذه الحياة وزادت تفاصيلها ، وربما نسينا تلك العربة ونسينا حلاوة الماضي ولكن نتذكرها ربما لحنو لحارة كلها محبة وأخاء لطفولة جميلة لطعم بوظة أو أيما ما زال طعمها بطرف اللسان أو بصوت بائعي البوظة وبائعي الزمن الجميل .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى