تقرير للجزيرة .. طلبة الأردن يعودون لمدارسهم بالحلوى والزغاريد

سواليف
من ساعات الصباح الباكر تجهزت طالبة الثانوية العامة لينا الشعيبات للتوجه لمدرستها، فقد بدأ العام الدراسي عندها للتو، بعدما أعلن المعلمون فك إضرابهم عن العمل الذي استمر شهرا كاملا فجر اليوم بعد اتفاق بين نقابتهم والحكومة الأردنية.

حالة من التخوف والقلق كانت تعيشها لينا وعائلتها خلال فترة الإضراب الذي يعتبر الأطول بتاريخ المملكة الأردنية، بين القلق على دروسها، وتخوفها من تراجع تحصيلها العلمي في سنة الثانوية العامة، إلا إنها قالت للجزيرة نت إنها على ثقة بمعلماتها لتعويض ما فاتها من دروس.

حال لينا انطبقت على نحو مليون ونصف مليون طالب أردني عادوا لمدارسهم صباح اليوم، بعدما توصلت نقابة المعلمين والحكومة الأردنية لاتفاق فجر اليوم، حصل بموجبه المعلمون على علاوات مالية تراوحت بين 35% إلى 75% من الراتب الاساسي، إضافة لحزمة من الإجراءات الإدارية والفنية التي من شأنها تحسين معيشة المعلمين والبيئة التعليمية.
ساعات حاسمة
وعاش الأردنيون نهار وليل أمس السبت ساعات حاسمة -في مشهد غير مسبوق- تمثل بترقبهم لانتهاء المفاوضات الماراثونية التي استمرت حتى الساعة الأولى من فجر اليوم السبت، وانتهت لإعلان الوفد الحكومي ومجلس نقابة المعلمين التوصل لاتفاق استقبل ببهجة كبيرة كانت واضحة في الشارع صباح اليوم الأحد، وعبر منصات التواصل.


وسبق إعلان الاتفاق رسالة اعتذار أرسلها رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز إلى المعلمين صباح أمس السبت، الذي صادف اليوم العالمي للمعلم.

وخاض المعلمون إضرابهم على مدى أربعة أسابيع، وسط أجواء مشحونة تخللها جولات حوار مع الحكومة، التي أعلنت الأسبوع الماضي سلسلة من الإجراءات العقابية توّجها قرار للمحكمة الإدارية العليا بوجوب فك الإضراب، قبل أن يعود الطرفان للحوار إثر تأكيد النقابة أنها ستعود للإضراب من جديد.

فرحة أولياء أمور
حالة الارتياح لعودة الحياة للمدارس انعكست على أولياء أمور الطلبة، ومن هؤلاء الخمسيني فايز الجبارات الذي قال للجزيرة نت بعد توصيل ابنته لباب مدرستها صباح اليوم “الطلبة بحاجة لتعويض ما فاتهم من دروس قد تؤثر على نتائجهم في التوجيهي”.

وأضاف “وقفنا مع المعلم طوال مدة الإضراب لأنه يستحق أكثر مما حصل عليه، والآن حان دور المعلم ليقف مع أبنائنا في تعويض الفترة الماضية”.

المعلمات في مدرسة البقعة الثانوية شمال العاصمة عمان حرصن على استقبال طالباتهن بالابتسامات وتبادل القبلات وتوزيع الحلوى، وأكدن لطالباتهن أنهن سيعملن على تعويضهن ما فات من دروس وفق الخطة التي ستصدر عن وزارة التربية والتعليم.
في حين تداول ناشطون مقاطع فيديو لأجواء الفرح بين المعلمين والطلبة مع عودة الحياة للمدارس، وكان منها استقبال معلمة في إحدى المدارس طالباتها بالزغاريد التي أشاعت جوا من الفرح بين طالباتها وزميلاتها المعلمات، كما رددت معلمات إحدى مدارس كفرسوم شمال الأردن مع طالباتهن صباح اليوم نشيد موطني ابتهاجا بعودة الحياة للمدارس وانتصار ما اعتبرنه إرادة المعلمين.

أما مريم العايد -والدة إحدى الطالبات- فاعتبرت أن “انتصار المعلمين انتصار للوطن جميعا، لأن المعلم لا يمكن أن يستغني عنه أحد”، وأضافت للجزيرة نت “على مدى شهر ونحن نرفض عودة الطلبة للمدارس حتى يحصل المعلم على حقوقه”.

ويرى مراقبون أن الحاضنة الشعبية وحالة الالتفاف من قبل الأردنيين حول مطالب المعلمين وتقديم الدعم اللازم والضروري لهم، شكل سببا مباشرا لنجاح الإضراب.

وسائل التواصل
وحفلت منصات التواصل بآلاف التعليقات المرحبة بالاتفاق بين الحكومة ونقابة المعلمين، فغرد الكاتب أحمد حسن الزعبي على حسابه في تويتر “معركة الكرامة بدأت في 21 مارس/آذار ومرت في 5 أكتوبر/تشرين الأول وستمضي إلى التاريخ الذي نسترد فيه هيبتنا وإرادتنا ليعود أردننا العظيم… مستمرون”.
أما الناشط شاكر جرار فغرد على وسم #انتصر_المعلم “شعور لطيف، لكن بالسياسة ملوش معنى، الإضراب معركة سياسية، مش جيم وبلياردو، صراع المعلمين مع الحكومة كان في جوهره صراع إرادات.. انتصار المعلمين هو انتصار للإرادة الشعبية ضد إرادة الطبقة الحاكمة وأدواتها، من أصغر برغي في هذه حكومة إلى أكبر إعلامي متملق جبان”.
كما غردت ناشطة تدعى “منال” على الوسم ذاته “الصباح لهذا اليوم مختلف عن كل الأيام صباح يتنفس شموخا.. كرامة.. عزة، صباح ينشر الأمل بأننا لا زلنا قادرين على إحداث تغيير.. صباح الوطن الجميل الذي يحيا بداخلنا رغم كل شيء”.

وبين الارتياح والفرح، طرح ناشطون أسئلة عن السبب الذي دفع الحكومة للتأخر في توقيع الاتفاق مع المعلمين بعد أربعة أسابيع من الشد والجذب، بينما اعتبر آخرون أن الحكومة غلبت المصلحة الوطنية في نهاية المطاف وأن الذي انتصر كان الوطن بكل مكوناته.

المصدر
الجزيرة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى