.حبر السياسة أغلى من دم الضحية!!

[review]الثلاثاء 6-10-2009
ليس افراطا في التفاؤل ..نحن نعرف أن الدم الخارج من الجسد لا يعود اليه ابدا..والعائلات التي تناثرت أرواحها كما الزجاج لن تلتئم إلا في الآخرة..وان البيوت المنسوفة، والحواري المقصوفة ..هي ندبات خالدة في وجه التاريخ، نعرف أن الدمع الذي سقط من عين غزة وأهل غزة كان أحر من الرصاص..ونعرف ان آخر مشهد التقطته عينا ”لؤي” الممسوحتان هو الفسفور الأبيض ..وأن أمجد الرضيع..أغمض رمشه على حليب أحمر ورصاصة جاورت ”رضعته الفارغة”….كما نعرف ونعرف ونعرف أن طاولة المفاوضات لم تطل ساقها اثناء الحرب أو بعد الحرب قذيفة.. لكن جميلة، تلك الجميلة.. فقدت ساقيها بقذيفة..

لا اذكر ان كان تقرير ”غولدستون” يتضمن 1420سطرا، او 1420كلمة، لكني اذكر ان شهداء غزة خلال 22يوما..بلغوا 1420شهيدا، ترى هل نقايض كل شهيد بكلمة، او كل سطر بقبر؟؟..لا يعنيني ان كان الرجل قد اعتنى بإشارة التعجب، أو الفواصل عند الكتابة، بعد ان امتلأت المقابر بعلامات الترقيم وتواريخ الرحيل..

بين القبر والقبر خنصر طفل معقوف كفاصلة، وفي نهاية سطر الموتى نقطة دم..

في بداية (جملة) القصف امرأة مضارعة لا زال بين ذراعيها ”تنوين أمومة” وضم..ومسعف يحمل ضحيته على شكل ”جار ومجرور”، وشعب بمجمله نعته ”نعي”…ومسؤول ”مصدره الممول”.. أن ينصب على ”كرسي”..

مقالات ذات صلة

نعرف ان تقرير ”غولدستون” لم يكن ليعاقب إسرائيل،او يمحوها من الخريطة، فهو ؟لو حدث- كمن يجلد مغتصبا بريشة نعام.. كل ما كنا نريده، ان ”نخربش” الوجه المزيف امام العالم بخيط دم، وأن نحدث ”مزعة” في هذا القناع المطاطي..وان ننتشي بنمو أظافر الحق الأولى..لكننا كالعادة خسرنا حتى ثاني اكسيد الثأر..وأثبتنا للمرة المليون : ان حبر السياسة- في اقلام التوقيع- أغلى من دم الضحية في كفن التشييع..

ahmedalzoubi@hotmail.com

أحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى